الإصبع السادسة > مراجعات رواية الإصبع السادسة

مراجعات رواية الإصبع السادسة

ماذا كان رأي القرّاء برواية الإصبع السادسة؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.

الإصبع السادسة - خيري الذهبي
تحميل الكتاب

الإصبع السادسة

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    4

    من يقرأ لخيري الذهبي سيقرأ له كل مرة، وبكل حيادٍ وهدوء أعترف أنّ أعماله تسكن القارئ الفطِن وتترسّخ في أرشيفه الداخلي وسيتملّكه إعجابٌ بالكاتب ودهشةٌ حيال أسلوبه الذي يختلف ويتبدّل من عملٍ لآخر؛ وسأعالج هذه النقطة خلال المراجعة.

    لخيري الذهبي منهجٌ روائيٌ عام وهو الميل إلى كتابة الرواية التاريخية، رغم التحفّظ الشديد الذي كان يُبديه الكاتب تجاه تصنيف أعماله ضمن هذا القالب. بالإضافة إلى استخدامه أساليب زئبقية في الكتابة يندر أن يحزر القارئ -لسببها- اسم الكاتب إن لم يرَ اسمه على الغلاف؛ وهذه قضيةٌ أحار في توصيفها، هل من المهارة والإبداع أن يلتزم الكاتب نهجاً سردياً متشابهاً في مجمل أعماله (ممدوح عزام أنموذجاً)، أم يتقلّب بين فنون السرد من عملٍ لآخر حتى يحار القارئ في مذهبه الأدبي جملةً (خيري الذهبي مثالاً)؟.

    من يقرأ روايات: الإصبع السادسة، ولو لم يكن اسمها فاطمة، وصبوات ياسين، والجنة المفقودة سيدرك مقصدي من حيث حجم التفاوت في أسلوب الكاتب بين عملٍ وآخر.

    تتناول رواية “الإصبع السادسة” حيّزاً من تاريخ الشام، وبين أدب خيري الذهبي وشام شريف التصاقٌ حميم، حيث يدور جوّها العام في الثلث الأول من القرن التاسع عشر، عقب انتصار ابراهيم باشا نجل والي مصر محمد علي باشا على الجيش العثماني في معركة نصيبين، وقد أسفر هذا الانتصار على دحر العثمانيين عن بلاد الشام. لكن دولاً أوروبية على رأسها انكلترا ضغطت على الحاكم المصري ليرضى بمعاهدة لندن التي تنص على أن يسحب جيوشه من الشام لتعود إلى الحضن العثماني، وكذا فعل.

    يستفتح الكاتب روايته بأصوات الضباع التي تشبه ضحكاتٍ بشرية جاءت إلى المقبرة لتلتهم جثةً غضةً لعريسٍ شابٍ قضى ليلة عرسه، يتربّص أبو حسان الشاويش حارس المقبرة بالضباع لإبعادها صوناً لحُرمة الميّت، وخلال مهمّته تلك يكتشف جثثاً لأطفالٍ مشوّهين بأيدٍ وأذرعَ إضافيّةً كانوا قد دُفنوا في ظروفٍ طارئة!!

    لأبي حسان الشاويش صديقٌ يمازجه في عقليته الموالية لابراهيم باشا المصري ضد الوالي العثماني، هو حسن آغا المرعشلي الذي أوفده أهله إلى الأزهر الشريف ليأتيَ لهم بشهادة الشريعة العالمية فجالس هناك العائدين من الإيفاد الفرنسي وقرأ كتبهم وخالطهم وسلك مسلكهم وانخرط في سِجالاتهم حتى عاد إلى أهله في الشام مُخترماً بيئتهم المحافظة (اخترم، يخترم) ومتشرّباً ثقافةً غير التي أرادوها لابنهم.

    ثم جاءت ابنته أروى لتخترم بدورها مروءة المجتمع على طريقة أبيها المتحررة، بل كانت أشدّ وأخبث، لقد ورّثها أبوها طبعاً شَكِسَاً حتى أنها كانت تلبس ما يصف الجسد وتحكي ما يهيّج الغريزة وأبوها من ذلك كله على رضىً وقبول.

    يستضيف حسن آغا المرعشلي الإيطالي “برناردو” المدحور من البلدان والمُلاحَق من قبل خديوي مصر، يستضيفه في بيته ويُطلق له العنان ليفعل ما يشاء، فيرسم هذا الفنان شيطاناً ويحرص على ألا يحدّد له هويةً جنسيةً، وتتلصّص البنيّة عليه وتتعلم منه.

    يشهد القارئ في الرواية مزيجاً من اختلافات البيئة الشامية ذاك الزمان من حيث الثقافة الأسرية الفردية (دينية متشدّدة، محافظة، منفتحة، متحرّرة…إلخ)، والثقافة الجماعية، ونشوء المسرح السوري على يد أبي خليل القباني، وظهور فكر المواطنة الذي رسّخه ابراهيم باشا المصري. ويقدّم الكاتب عرضاً واضحاً للحالة الفكرية التي شهدتها البلاد من حيث سيطرة الأسطورة والخرافة ومدى اقتحامها عقول الناس الذين يعملون بموجبها كالتشاؤم من العَجَبة، والتخلّص من المشوّهين، أو تقديم القرابين وما إلى غير ذلك.

    صدرت الرواية عن دار سرد وممدوح عدوان للنشر والتوزيع، وتقع في 304 صفحات من القطع المتوسط، وهي رواية يجدر بالقارئ التوقف عندها والعودة إليها. وقد وضعتها في رف المكتبة الأعلى حيث أحتفظ هناك ببدائع الأدب العربي.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
1
المؤلف
كل المؤلفون