السعادة يمكنها أن تتسبب بالقتل أيضًا.
مكالمة هاتفية من رقم غير مسجل على هاتف محمول يخص الضحية، زوجة في مقتبل العمر لزوج دكتور جامعي يكبرها بمثل عمرها تقريبًا مضرجة في بركة من دماءها السخينة القانية، تتمدد بسلام مفترشة أرضية الصالة مرتدية قميص نوم تعلو فوق سيماءها ابتسامة رضا سالمة وجرح نحر بأيد غير ماهرة أو حتى مدربة يتوسط رقبتها الرخامية البيضاء.
مهلًا! هناك جثة أخرى في الحمام، طفلة، ابنتها، ليلى!
افتتح دويدار روايته على مشهد للمقدم سامح الصيرفي الذي يهب مفزوعًا من نومه إثر تعرضه لكابوس مفزع يتعلق بابنته الوحيد، فريدة.
حين استيقظ على رنات متتابعة تعلن عن ورود مكالمة هاتفية ليجد أنه اتصال من معاونه إيهاب البدري.
يخبره عن جريمة تمت في عمارة ١٨ بالحي الأهدأ في الإسكندرية، الحي اللاتيني، في الدور الثالث.
ليبدأ الصيرفي يومه بتفقد مكان الحادث ومعاينة الجثتين واستيفاء البيانات وتجميع ما من شأنه أن يعد دلائل تعين المختبر الجنائي على كشف ملابسات الجريمة واستقراء كيفية حدوثها.
مع تتابع الأحداث يتتابع المشبته بهم ويتزايدوا، ومع كل مشتبه جديد يفد إلى الصورة متصدرًا إياها من خلال دوافع قد تجعله متهمًا نشهد plot twist يجعل القارئ ينطلق من جديد من نقطة الصفر.
عدالة تأخرت لكنها تمت وإن كان على المحك!
الرواية بالفصحى تتخللها حوارات بالعامية الشديدة العصرية.
١٤٤ صفحة يمكنك بمنتهى اليسر الانتهاء منها في جلسة لا تتعدى الساعتين بحد أقصى، فأسلوب دويدار مرِح، عصري، غير جامد على الإطلاق وكتابته رشيقة.
لكن!! لم يقنعني سبب ارتكاب الجريمة، أعتقد أنه ليس بسبب كاف للإقدام على خطوة مثل تلك، ربما لو كانت هناك دوافع أخرى لكان الأمر أكثر قبولًا.
❞ «دائمًا ما يرسل القدر إشارات إلينا، تكتمل صورتها باقتراب شظايا التفاصيل، فعلينا أن نجيد ترتيبها وفهمها». ❝
كانت قراءتي الأولى لأحمد دويدار لكنها لن تكون الأخيرة، في انتظار الجديد