لماذا هزمنا؟ لماذا وصلنا كثورة فلسطينية من كامل التراب الوطني الى ... لاشيء!! ..الى سلطة بائسة لا تملك من امرها شيئا وتستجدي من عدوها ان يمن عليها بشبه دولة.
تأخذنا أوراق الرواية من غرناطة الى لبنان ومخيماتها مرورا بالاردن وتونس واخيرا الى فلسطين ، فلسطين السلطة وفلسطين الداخل المنسي .
ترسم الرواية صورة ربما تكون شديدة السواد لحال الثورة الفلسطينية في الاردن ولبنان ، تقول ان الثورة والثروة لا يلتقيان " ولن تتقاطع الثورة والثروة الا من اجل تكديس الانحرافات واتمام الصفقات" كما جاء على لسان احد شخصيات الرواية ... وان كثيرا من المقاتلين والمناضلين تحولوا من ثوار الى تجار والى سماسرة متعاونون مع الاحتلال.
اخذتنا الرواية عبر شخصيات متعددة بطريقة الفلاش باك الى احداث واهوال ما زالت حاضرة في ذاكرة البعض منا وقد يكون منا من عايشها بنفسه ... رواية تستفز القارئ سواء كان قارئا محايدا او مؤطرا أو منحازا الى هذا الفصيل او التيار او ذلك ... قد تكون متحاملة بعض الشيء ولكني استطيع القول اننا بحاجة الى هذا النوع من النقد الذاتي والدراسة والبحث في تاريخ الثورة لنصل الى اجابة للساؤال .. لماذا وصلنا الى هنا؟؟
من ناحية ادبية ارى ان لغة الرواية جميلة واسلوبها شيق .. ربما توهتني قليلا كثرة الشخصيات والاحداث .. ولكنها رواية تسحق القراء والتحليل سواء اتفقت مع ما تريد ان تقوله مؤلفة الرواية ام لم تتفق.