ترنيمة عيد الميلاد:
- تشارلز ديكنز
ترجمة: بسمة ناجي.
إن سألني يومًا أحدهم ما تأثير الأدب، وأسمى أهدافه، سأقول دون تفكيرٍ أو تلكع "أن تجلس فتاةٌ في فراشها، في حيٍ بالإسكندرية، في زمننا هذا، بجسدها فقط، بينما روحها وكينونتها تسبحان في سماء لندن، وتطرب أذنيها لأجراس كنائسها، في زمنٍ يرجع لأكثر من القرن ونصف القرن".
إن لم يكن هذا غاية الفن فما هي؟
- أن يلمس فيكَ طفلك المخبأ.
- أن يجعلك تخرج من محيطك وكونك، إلى حيث لن يمكنك الذهاب يومًا.
- أن تنتظر النهاية السعيدة بشغف طفوليٍّ بحتٍ، فتحصل عليها في نهاية أمرك!
- أن يتماهى الواقع في الخيال، وتقطع الشعرة الفاصلة بينهم!
- أن تنتشيّ وتسعد!
عملٌ لا غرابة أنه قائمٌ لوقتنا هذا، ويعود ويتجدد عشية أعياد الميلاد من كل عام، تتذكر فيها سكرودج ولا تسيطر على كرم ابتساماتك رغم شح مسببها، ترى الموائد وقد زينها التفاح والإوز، وتسمع النوافذ وهي تعاصر الريح والثلج!
خيالُ العملِ ذكرني -دون إرادةٍ مني- برواية "ترنيمة سلام"، ليس الاسم أبدًا، فما لاحظت تشابه الاسمين إلا بعد أن تراءت أحداث الروايتين أمامي، وإن اختلفا في هيكلتهما.
عالمٌ صنعه تشارلز في ٦ أسابيع، ليستمر ما أريد له أن يفعل، ولا يبدو أن نهايته توشك على الانتهاء قريبًا، فهذا النوع من الكتابة الذي يعيد للمرء -أنا- ذكرياته القرائية الأولى، وحماس وبريق عينيه، صعبٌ أن يطمس يومًا، ولا أريده أن يفعل حقيقةً! لا أحدًا قد يرغب بذلك!
سأعود وأقرأ كله كلما شابت برأسي خصلة، وكلما انحنت بي الحياة صدفة، حتمًا سأعود!
اقتباس: ❞ «أنا مغلول بالأصفاد التي صِغتُها في حياتي، أنا من شبكتُها حلقة حلقة، ياردة ياردة؛ تطوقتُ بها بكامل إرادتي، وارتديتها بحريتي. ❝
#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين
بيت الياسمين