قابيل!
أشيطان أم ساحر هو
عراف أو مشعوذ؟!
محقق للأماني أم خاطف الأرواح ومتغذٍ عليها ؟!
بالطبع لن يسعني وصف مقدار الفرحة حين شاهدت اسم الروائي الإسباني المفضل لدي كارلوس رويث ثافون في عمل جديد نشر له بعد انتقاله بترجمة بديعة للمترجم السوري معاوية عبد المجيد، حتى وإن كانت الرواية موجهة لليافعين، فذلك لا يعني أبدًا أي انتقاص من المتعة التي سينالها القارئ مهما بلغ من العمر.
في أجواء قوطية باردة يغلب عليها الضباب والبرد والمطر في عام ١٩٤٣.
بدأت الرواية في زمن اندلاع الحرب ومحاولة زحف الأسر من المدينة إلى خارجها حيث القرى المطلة على الساحل.
فقرر مكسيمليان كارفر الساعاتي مغادرة الأسرة للمنزل واللجوء الى الساحل بعيدا عن زخم المدينة وزخم الحرب فيستقروا في بيت بجانب شاطئ بلدة صغيرة على ضفاف المحيط الأطلسي.
كان بالأسرة ثلاث أطفال، كان عمر ماكس ثلاثة عشر عامًا تكبره أليسيا بعامين وتصغره إيرينا بخمس سنين.
في ذلك اليوم، ومن دون أن يدري، وبينما كان يراقب أفراد أسرته يصعدون وينزلون محمَّلين بالحقائب، ممسكًا بالساعة التي أهداها له والده يوم عيد ميلاده، ودَّعَ ماكس مرحلة الطفولة إلى الأبد.
كما أهداه أيضًا مجلّد غامض، كتاب عن كوبرنيكوس، كان يبدو أنّ الكتاب عمره ألف عام.
وبوصولهم لمحطة القطار ينضم إليهم قط ليبقى في حوز إيرينا وتحت رعايتها كما عاهدت والديها.
لم تكن ساعة المحطة معطلة كما لمحها ماكس في البداية
بل تعمل بكفاءة إلا أن عقاربها تدور للخلف أي في إتجاه عكسي!
وسكنوا بيت على الشاطئ، وللبيت حكاية ولسكانه الأصليين حكاية ولمتتبع وحاصد الأرواح حكاية، وما سر تلك الحديقة القابعة وراء الفناء الخلفي للمنزل في مدخل الغابة؟!
والمهرج والسيرك الجوال خاصته حكاية أخرى.
ومن هو ذاك الملتف بدثار محفور عليه نجمة سداسية بداخل دائرة محفورة بالذهبي؟!
لكن لم يكملها ماكس بل سيكملها فيكتور كراي الناجي الوحيد من الأورفيوس، سفينة الشحن التي هلك جميع أفرادها.
وعاش ڤيكتور عمره كحارس للمنارة ألكي يهدي السفن الضائعة أم ليترصد شبح ما أو ربما ليقي آخرين ؟!
الرواية تقع في ٢٠٨ صفحة، ٢٠٨ ترقب، وإثارة وقلق.
النهاية رغم أنها منطقية لكن كنت أود الخروج عن المنطق قليلًا!
لم يخذلني كارلوس البته!
رواية يمكنك الانتهاء منها في جلسة واحدة
من الاقتباسات التي أعجبتني:
❞ بعض صور الطفولة تبقى مسجّلةَ في ألبوم ذاكرتنا كالصور الفوتوغرافيّة، كالمشاهِد التي نتذكّرها دومًا، والتي نعود إليها دائمًا على الرغم من مرور الزمن. ❝
❞ الذكريات التعيسة تلاحقك من دون الحاجة إلى أخذها معك. ❝
❞وعندما تمطر بقوّة، الزمن يتوقّف.
كما لو أنّها هدنةٌ نتوقَّف فيها عن فعل أيّ شيء لمجرّد التأمُّل من إحدى النوافذ في مشهد الستارة اللامتناهية من دموع السماء لساعاتٍ وساعات. ❝
❞ يخطئ مَن يصدِّق أنّ الأحلام تتحقّق من دون منح أيّ شيء بالمقابل. ❝