#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين
بيت الياسمين - Bait Elyasmin
يا جماعة!!! عندي خبر حلو لكو!
لقد وجدت ما أستطيع تسميته بكتاب عمري! رواية إن شئنا الدقة!
الحياة باللون الأبيض:
- عمر حاذق.
يا الله! سحر والله سحر! لمَ ينتهي الجمال ويختتم!
لمَ تحتم على "المرأة الشابة اللطيفة/ طفلة العصير" و"العجوز التي لا تكف عن تقطيع الشجرة" و"الرجل خنزيري الوجه" و"الحيوان الذي لا يعيش بيننا إلا ليأكل وينام" و"الطفل الذي يجنني حبه" و"فطيرة القمح والعسل" أن يغادرونني بهذه السرعة؟
والأهم، وكل المهم، كيف أقضي ليلتي بعدما قضيت نهاري كله مع صاحب هذه الدائرة من الأشخاص، الذين ذكرتهم بالأعلى؟ بطل الحكايةِ ومحور مجرياتها.
هذا عملٌ عبقريٌّ لشدة بساطته؛ رجلٌ في شيخوخته يصارع ذاكرةً بليدة، ويسبح في نهرها الجارف، فيدون متى يحلو له في كراسته، "متى يحلو له" فلا ترتيب ولا فصول هنا، فحين يمسك بالفكرة كتبها، فإن لم ترق لك هذه العشوائية، "تستطيع إغلاق الباب خلقك برفق" كما ينصحك دائمًا، تاركًا الكتاب لمن يفيه حق قدره.
اللغة لصةٌ محترفة، تأخذ منك لبّك بحرفةٍ شديدة ونعومةٍ وخفة، فلا تشعرك بتحذلق المهرة، فالمهرة كما أكد العمل لي، لا يحتاجون للحذلقة -حسنًا لا تذكر مدحي هذا أمام شيخنا البطل، اعتداده بتعابيره تكفيه-
الحبكة والإخراج مبهرين! والأهم أن الكاتب يشعرك أنه نفسه لا يعلم ماذا سنواجه في الصفحة القادمة! فيفاجئنا ونفسه، ويمتعنا معًا.
أضحكني من كل قلبي، حرك معدتي بينما يتغزل في وجبته، وأبكاني بينما.. حسنًا اقرأها واعرف بنفسك.
التفاصيل في رأيي هي المسؤولة عن صنع عملٍ ممتاز، أن تسرب حدثًا بسيطًا فيرفع ويغني عملك ويعززه، أن تضفي رائحة، أن تصف وجهًا، وأن تسمع حنجرة، ويجننك أنتَ أيضًا حبها! وأن لا تجد تعبيرًا تصف بهِ مدى إعجابك وانبهارك بالعمل، حتى أنك لا تستطيع كتابة مراجعته بالطريقة المثلى! أن تكون في حالتي الٱن!
والشيء الذي جعلني أحترمه أكثر، هو أنّ لم يجذب تجربة السجن الأليمة إلى كتابته، بل جذب نفسه خارجها، عبر شرفة المرأة التي كانت يومًا لطيفة.
مدهش أخاذ، حتمًا يستحق القراءة، جدًا يرشح، وإن كنت أفضب الحفاظ عليه ككنزي وخبيأتي الخاصة!
٢٥/٥