كن عاشقًا | أحمد الشهاوي.
دار النشر: الدار المصرية اللبنانية.
عدد الصفحات: ٢٤٧ صفحة.
التقييم: ٥/٤ نجوم.
كل نبضةِ فؤاد حيّة، يمكنها أن تطربك حبًا، ولكن.. ليست كلِ الأفئدة يمكنها أن تهيمَ عشقًا، وإن ظلت تنبُض حتى الأبدية.
عَزيزي قارئ المُراجعة،
في رحلةٍ هادئة بينَ الأشعار، والتساؤلات، يُحدثنا الكاتب عن أدبِ العشق.
هو يتساءل بكلِ بساطة: "ما هو الحب؟، لماذا نحب؟"
وهُنا هو لا يَبحث عن نَظرية في العشق، فـ يقدم فلسفة في الحب، لا. قد قال في بداية كِتابه، أنّه تمسك بالكتابة عن الأمر بسببِ حلول الكراهية، والحقد مَكان العشق.
"لماذا نرفع راية الحَسد، والحقد، والكُره، ونَترك الحُب بعيدًا؟" كَيف يعيش الإنسان دون حب؟ أو رُبما.. لماذا قد يَعيش الإنسان دون حب؟
❞ والصامت عن الحُب مُتحوِّل القلب، ❝
أتذكر تلك العبارة المنتشرة "السَاكت عن الحق، شيطانٌ أخرس." بشكلٍ ما، وبطريقةٍ ما يمكننا أن نقول: الصامت عن الحب، ليس إنسيًا. لا يمكننا أن نصفه بصفات الإنسان، إن لم يفعل بِها.
أنظر كَيف يجيبك..
❞ ولو كان الحُب متمكِّنًا من رُوح المرء فإنه لا يعرف الفُقدان أو الخُسران، ولا يدركه تلفٌ من أي نوع، ❝
لطالما آمنت بالحب. تلك الفتاة الورديّة بداخلي.. لا تزال تَبحثُ عنه حتى اللحظة..
شاشاتُ السينما، الروايات، وحكاياتُها.. لطالما أخبرتنا عن قصصِ العشق، والعشاق. فـ كبرت على حبِ الحُب.
ثم الآن حيث أضحى الحب مُجرد كلمة يتناولها الأحبّه مع فطورِ الصَباح، أرى أمامي قولُ الكاتب:
❞ لو أن هناك صدقًا في الحُب، ما وقع فراقٌ، وما حدث خصامٌ، و ما جرى انفصالٌ، وما تمَّ وداعٌ، و ما حصل هِجرانٌ بين محب ومحبوب. ❝
ألا يُخبركم هذا الحديث كل شيء..
لو قرأ هذا الكتاب كل رجل، لـ عرف كيف يُصبح عاشقًا. لن أقول "سَيحل السلام"، لكن على الأقل، سَتقلّ الحروب.. ربما. أو هذا ما أتمنى :))
فـالحب لا ينمو في بلدٍ تجهله، وتَخاف منه، وتُحاربه كما لو أنه عار، وعَيب، وجريمة نُعاقب عليها.
❞ الحُب ليس دينه، ❝
يُخبرنا عن خداعِ الرجال، ويُبرأ الحب، والعشقِ منهم. هؤلاء الكذابون، من يعيشوا على أهواء قلوبِ النساء، ويتلذذون بكسرِهم. فالمشكلة لم، ولن تكُن فينا قط :)).
❞ لديه نقصٌ ما في الرجولة، ❝ البَخيل هُنا هو، هو مَن لا يحب أحدًا.. ومَن لا يُحب، لن يُحب.
ويَحزنُ علي الحال الذي وَصلت إليهِ المرأة حالياً، فهي أضحت خَاضعة لـ ظل مجتمعٍ ذكوريّ سيء..
❞ لأن النفس البشرية إنْ لم تكُن مُهيأةً للحُب، فلن تستطيع أن تكون طبيعية في محبَّتها لخالقها. ❝
يخبرُنا أنّ العشق ليس بين العشاق، والأحبّة فقط، ومن لم يعرفُ العشق، فقد تاه في دُنيا القسوة.
❞ العشق الحق لا تقلُّب فيه، ولا تغيُّر، ولا غدر، ولا خداع، ولا دور للوشاية والشَّائعة والدسيسة والوقيعة؛ ولا اهتزاز في الثقة التي ينبغي أن تكون متبادلة بين المحب والمحبوب.
والعشق لا يؤثِّر فيه زمانٌ، ولا يمحوه بُعدٌ، ولا يقترب منه سلوانٌ، و لا تنقطع فيه أسباب الحُب بين العاشق والمعشُوق مهما تكُن الأحوال والظرُوف، لأنَّ الحبل المتين مثلما هو مرتبطٌ بالدين، كذلك هو مرتبطٌ بالحُب. ❝
الحُب لا منطق له، ولا كتاب له نَسترشد به. فَـ كل عاشقٍ لا يُشبه غيره. ولِهذا لا قانون للحُب، والعِشق.. فَهناك مَن سيظل يُقدسه، ومِن سيعتبرهُ دومًا عارًا، وعيبًا.
دَعني أنهي حَديثي بـ الإهداء الذي كان غَايًة في الحُب، والجَمال.
❞ التــي إِنْ لـم يَكُــن
العِشْـقُ مَــوْجُـودًا لَخَلَقَتْــهُ ❝
فَهو يُهدي كتابِه إلى أمه 'نوال عيسى' التى فارقت الحياة، فَهي "كتاب العشق، ومصدره."
❞ سَأَلَتْني: ما الحُبُّ؟
: لماذا تُحِبُّني؟
فَأَجَابَتْهَا نَفْسِي بهذا الكتاب.. ❝
-
هذا الكِتاب هو وَاحدٌ مِن الكُتب الجَميلة التي قرأتُها هذا العام، وإن إحتوى على بعضٍ من الجُرأة.
#ترشيحات_سلحفاة_قراءة 🐢📚