#قراءات_٢٠٢٢
رواية الأنتكخانة للكاتب ناصر عراق.
من إصدار دار الشروق للنشر و التوزيع.
❞ إن السير في دروب التاريخ ضرورة للتعلم ؛ كي نفتح نوافذ الحاضر فيمر الهواء المنعش فيبدد روائح الفساد التي تزكم الأنوف. ❝
و هكذا تبدأ رحلتنا لنتجول عبر دروب التاريخ و نعود بالزمن لعصر الخديوي إسماعيل ، و مع أربع شخصيات رئيسية نعرف الحكايات عن مدرسة اللسان المصري القديم و التي انشائها الخديوي إسماعيل بالتزامن مع افتتاح قناة السويس ؛ و ذلك بغرض دراسة الآثار في مصر ليترأسها أحد أبطال العمل الألماني هنري بروجش ، و التي برغم غلقها بعد حوالي سبع سنوات من افتتاحها إلا أنه قد تخرج منها بعض الطلاب الموهوبين و منهم أحمد افندي كمال بطلنا التالي ، و الذي تم تعيينه بوظيفة أمين مساعد بالأنتكخانة أول دار للآثار المصرية و ذلك تحت رئاسة مسيو مارييت الفرنسي ، عاشق الحضارة المصرية القديمة و المُنقب عن كنوزها المدفونة .
في قالب إجتماعي نبدأ الحكاية مع رمضان المحمدي ، النجار ابن الشيخ الأزهري و الذي احترف سرقة الآثار من بيوت الأجانب بمساعدة الخادمات ، كذلك نتعرف على جوزفين الشابة الفرنسية التي تصل مصر للعمل بالأنتكخانة و هناك تتعرف على أحمد أفندي كمال و تلتقي مسيو هنري .
تتصاعد الأحداث و تتقاطع الطرق بين أبطال العمل ليجمعهم الخط الرئيسي للرواية كنوز و آثار مصر القديمة ، و ذلك بسرد جذاب و تسلسل زماني بارع و مرتب بالتوازي مع سرد الحدث التاريخي عن مصر و الخديوي إسماعيل ما له و ما عليه .
فماذا سيحدث ؟ هل سيستمر رمضان في سرقاته ؟ ما سر جوزفين الذي تركت فرنسا بسببه ؟ و ماذا سيحدث بينها و بين أحمدأفندي ؟
و نواجه السؤال الأهم هل كل مؤُتمن على الآثار يستحق بالفعل منصبه ؟ أم أن المثل المصري القديم ( المال السايب يعلم السرقة ) صحيح تمامًا و آثار مصر هي بالفعل مال سائب ؟
عمل ممتع استمتعت بأجوائه المختلفة و إن لم أشبع من تفاصيل بعض الشخصيات ؛ حيث استشعرت طغيان التفاصيل التاريخية في بعض الأجزاء على حساب الحدوته الأصلية للعمل ، إلا أن الكاتب نجح ببراعة في رسم شخصية كل من أحمد كمال و رمضان المحمدي بدقة و مهارة تُمتع القارئ و تزيد من ارتباطه بالعمل و أحداثه.
قراءة أولى للكاتب و قطعًا لن تكون الأخيرة ، و عمل ارشحه بقوة لمحبي الأعمال التاريخية ذات الطابع الإجتماعي .
#الأنتكخانة
#رقم_٤٥
#تجربتي_مع_أبجد