#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين.
بيت الياسمين - Bait Elyasmin
❞ لكلٍّ منا حياتان؛ حياة الواقع التي يعيشها الإنسان متأثرًا بالوسط الزماني والمكاني، وحياة الخيال التي يرغب في أن يعيشها. والفرق بين الحياتين هو الفرق بين الوجود الناقص وبين التخيل الكامل، أو بين ما هو موجود على الرغم منا، وبين ما يجب أن يوجد وفق خيالنا وطبق رغباتنا. ❝
هكذا بدأ سلامة موسي رحلتنا مع الفلاسفة.
بدأ في المقدمة بإيضاح أهمية الأحلام ، وأنها قرينة لحياة الإنسان علي الارض وموازية بشكل كبير للعالم الواقعي ، ولم يقلل الكاتب من الحياة الواقعية لكنة ربط بحكمة بين العالمين وأوضح ضرورة أن الإنسان لا يجب أن ينفصل بخياله عن واقعه ولا العكس ، العالم يُتممان ويُكملان بعضهما حتي تسير الحياة ولا تقف.
أفلاطون ، توماس مور ، يوحنا فالنتين أندريا ، وآخرون من الفلاسفة تخيل كل واحد منهم طريقة إدارة لدولة المدينة الفاضلة التي ظن كل واحد منهم أنها ستكون الأمثل والأليق لسُكانها.
طريقة الزواج ، آليات العمل ومجالاته ، أنماط الدراسة ، كيفية تسيير شؤون المجتمع وأمور الناس ، الكثير من الأفكار والأطروحات لطُرُق إدارة الدولة الخاصة بكل مفكر منهم ، اتفقوا واختلفوا في الآليات والعناصر ، لكن الواقع برتابتة كان هو السائد والمتحكم في النمط العام التقليدي.
أعجبني طريقة الكاتب في عرض الأفكار وسهولة الكتابة وليونتها والمزج أثناء الحديث بين الخيال والواقع مع تشديد الكاتب علي أنهما لا ينفصلان عن بعضهما ، وإن حدث وتغلب كل عالم علي الآخر أو ازداد توغل الإنسان في أيّ من العالمين لن تكون منظومة سير الحياة طبيعية.
أيضاً بداخل الكتاب حديث مهم عن علاقة الأدب بالعلم ، وعلاقة العلم والأدب بالمجتمع وطُرق تغييرة إلي الأفضل.
اقتباسات :-
❞ والعقل الإنساني مطبوع على أن يُتم بخياله ما يراه ناقصًا في الحقائق الواقعة حوله، ومهما قيدنا العقل ومنعنا من التفكير فيما يهوى، فإنه ينفلت منا، ولو وقت النوم؛ فيعوضنا من نقصنا الحقيقي كمالًا متوهَّمًا، ❝
❞ إذا كانت الحقيقة هي بنت البحث، فإن البحث هو أيضًا ابن الوهم، نتوهم أولًا ثم نبحث ثم نتحقق، نحلم ببناء البيت ونتوهمه في مخيلتنا قائمًا مشيدًا، ثم نبحث عن مواده وأسبابه ثم نبنيه طبق توهمنا الأول، وما من ثورة أو انقلاب أو إصلاح توافرت أسبابها لأمة ما إلا وكانت وهمًا يتوهمه قبلًا أحد مفكريها. ❝
❞ وذلك لأن الأدب بجميع فروعه لا يحيا ويزكو إلا إذا قام على أساس العلم، والعلم نفسه معارف جوفاء لا غاية لها إلا إذا هضمها الأديب ومثلها في ذهنه؛ ❝