لقد خرج أبي في سفر طويل ، فمن أجل ذلك لا أدرس
صندوق الحكايات 8 - الصبي النائم في الصورة > اقتباسات من كتاب صندوق الحكايات 8 - الصبي النائم في الصورة
اقتباسات من كتاب صندوق الحكايات 8 - الصبي النائم في الصورة
اقتباسات ومقتطفات من كتاب صندوق الحكايات 8 - الصبي النائم في الصورة أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الكتاب.
صندوق الحكايات 8 - الصبي النائم في الصورة
اقتباسات
-
رَأيتُ فيما يَرَى النَّائمُ أنَّ عاصِفةً هَبَّتْ وأنا مُبْحِرٌ في سَفينَتي، فَأَلْقَيتُ بِنَفْسي عَلى «جَزيرةِ القَمَرِ»، وقَدِ انْقَلَبَتْ أشْجارُ المَيسِ كُلُّها، وبَقِيَ أطْفالُ الجَزيرةِ بِغَيرِ مَسْكَنٍ، وإلى أنْ أكْبَرَ أخْشَى أنْ تَكونَ الجَزيرةُ قَدِ اخْتَفَتْ مِن عَلى الخَريطةِ!
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
أَجِدْ وَقْتًا لِلزَّواجِ؛ لِشِدَّةِ انْشِغالي بِالتَّرْحالِ في البِحارِ الواسِعةِ، ولَكِنَّ الطِّفْلُ الَّذي أُريدُ أنْ يَدْرُسَ هُنا يَعيشُ في هَذِهِ المدينةِ ثُمَّ قَصَّ عَلى المديرِ بِصِدْقٍ وتَأَثُّرٍ قِصَّةَ الطِّفْلِ صابِغِ الأحْذِيةِ… فَنَظَرَ مُديرُ المدْرَسةِ إلى الرُّبَّانِ كَأَنَّما يَقولُ: «أَتَفَهَّمُ كلامك»
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
أمَّا الرُّبَّانُ والصَّبِيُّ فلَمْ يَضْحَكا، فَجَعَلَ الصَّبِيُّ يَصْبُغُ حِذاءَ واحِدٍ مِنْ هَؤُلاءِ الرِّجالِ، وعادَ الرُّبَّانُ فَجَلَسَ على مَقْعَدِ الحَديقةِ، ومَكَثَ عَلَيهِ يُراقِبُ الصَّبِيَّ طَوالَ النَّهارِ، فَلَمَّا حَلَّ المساءُ، حَمَلَ الصَّبِيُّ صُنْدوقَهُ على كَتِفِهِ، وسَلَكَ طَريقَ بَيتِهِ إنَّ المكانَ الذي يعيش فيه لا يمكننا تمامًا أن نسميه بيتًا.
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
عَسَى أنْ يُبْلِغَ سَلامَنا إلى أسْماكِ الحَبَّارِ الَّتي تَرْشُقُ الحِبْرَ في وُجوهِ مَنْ يُلَوِّثُ البِحارَ!
- هَهْ! قَبْلْ أنْ أَنْسَى. مِنْ أيِّ ميناءٍ تُبْحِرُ تِلْكَ الباخِرةُ الذَّاهِبةُ إلى تِلكَ الجَزيرةِ؟ أَتُراها تَأْخُذُنا مَعَها أيضًا إنْ أرَدْنا رُكوبَها؟
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
فَكانَ الصَّبِيُّ صابِغُ الأحْذِيةِ كُلَّ مَساءٍ حينَ يَسْلُكُ طَريقَ بَيتِهِ يُضيفُ جُملةً جَديدةً لِحِكايتِهِ، وكانَ يَتَخَيَّلُ في يَقَظَتِهِ اليَومَ الَّذي سَيَعيشُ فيهِ أحْداثَ الحِكايةِ *** كانَ الصَّبِيُّ في يَومٍ مِنَ الأيَّامِ جالِسًا أمامَ الحَديقةِ كَعادتِهِ، مُنْتَظِرًا أنْ يَطْلُبَ أحَدُ الكبار منه أن يصبغ حذاءه.
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
فَسَتَكونُ فيها البوماتُ اللَّاتي تَحُطُّ على مَصابيحِ الشَّوارعِ وتَنْتَصِبُ عَليها، وتُغَرِّمُ الَّذينَ يَبْصُقونَ في الطُّرُقِ…
وفيها نَقَّارُو الخَشَبِ، الَّذينَ يَعْتَرِضونَ على مُفْتَعِلي المُشْكِلاتِ ومُشْعِلي الحُروبِ…
وفيها الجِبالُ الجَليدِيَّةُ، الَّتي تَحْمي الفُقْماتِ وسِباعَ البَحْرِ مِنَ الكِبارِ الشِّرِّيرينَ…
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
ما الَّذي دَعاهُ لِأَنْ يَرَى أنَّ حِكايةً تَسْتَطيعُ تَغْييرَ العالَمِ؟ هَكَذا كانَ الرِّجالُ يَتَساءَلونَ؛ فَصاروا يَعْتَقِدونَ أنَّ الصَّبِيَّ صابِغَ الأحْذِيةِ يَهْذي هَذَيانًا، ويَقولُ الغَريبَ مِنَ الأمورِ، وكانوا يَسْتَنْتِجونَ أنَّ قِراءَتَهُ لِلْكَثيرِ مِنَ الكُتُبِ أتْلَفَتْ عَقْلَهُ.
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
ثُمَّ يُحَدِّثُهُم عَن أنَّهُ سَيَجْمَعُ اللَّآلِئَ مِنَ المَحَاراتِ، وسَيَصْنَعُ لِأمِّهِ عَقْداً مِنها، ثُمَّ يَأخُذُهُم حَديثُهُ إلى جَزيرةٍ لَمْ يَسْمَعُوا حتَّى بِاسْمِها… إلى جَزيرةِ القَمَرِ… كانَتْ «جَزيرةُ القَمَرِ» تُرْبِكُ عُقولَ أُولَئكَ الرِّجالِ أيَّما إرْباكٍ، فَكانوا يَنْظُرونَ إلى مَنْ حَولَهُم و يبتسمون.
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
فَكانَ الصَّبِيُّ يُخْبِرُهُم أنَّهُ سَيَجْري بِباخِرَتِهِ الضَّخْمةِ في أنْحاءِ البِحارِ البَعيدةِ والقَصِيَّةِ جِدَّاً، فَيَجولُ في خاطِرِ أولئِكَ الرِّجالِ أنْ: «هَكَذا إذَنْ! يُريدُ السَّفَرَ لِلْبَحْثِ عَن أبيهِ! ما أَعْقَلَ هَذا الوَلَدَ!…» إلَّا أنَّ الصَّبِيَّ لِسَبَبٍ ما لَمْ يَكُنْ يَعِدُهُم بِالبَحْثِ عَنْ أبيه، بل كان يحدثهم عن رفع الحيتان الجريحة إلى سفينته ليقوم بمداواتها.
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
إذْ كانوا يَظُنُّونَ أنَّ أَهْلَ الصَّبِيِّ يُعْطونَهُ قِصَصًا وحِكاياتٍ؛ لِأنَّهُ يَعْجَزُ عَنِ الذَّهابِ إلى المَدْرَسةِ؛ وأنَّ هَذه الكُتُبَ الّتي يَقْرَؤُها كانَتْ تَجْعَلُ عَقْلَهُ مُخْتَلِطَ الأفْكارِ، وَهذا هُوَ السَّبَبُ وَراءَ عَجْزِهِ عَنِ التفرقة بين الحقيقة والخيال.
مشاركة من عبدالسميع شاهين
السابق | 1 | التالي |