يتناول هذا الكتاب تراجم المؤرخين الرسميين وغير الرسميين في الدولة العثمانية ومؤلفه كان شاهد عيان وعاصر بعض المؤرخين الذي ترجم عنهم.
مرآة الظرفاء: التاريخ والمؤرخون العثمانيون
نبذة عن الكتاب
“استمراراً للمشروع الفكري الذي يتبنَّاه المترجم الأستاذ الدكتور محمد عبد العاطي في نقل كل ما هو مهم بالعثمانية إلى العربية بقدر طاقته وقدرته، يُترجم لنا كتاب ” مرآة الظرفاء: التاريخ والمؤرخون العثمانيون” للقاضي قارصلى زاده جمال الدين، والكتاب كُتب بأمر من السلطان عبد المحيد؛ مما يُعطي لنا دلالة على أهمية ومركزية التاريخ عند السلاطين العثمانيين. وهو عن آثار المؤرخين العثمانيين وقد كُتب بالطريقة الدَّارجة في الكتابات في تلك الفترة حيث تكثر المحسنات البديعية، والصور البيانية، والألفاظ العربية والفارسية، وتبدو أنَّ ثمة مشقة واجهت المؤلف في تجميع هذه المادة التاريخية؛ فهو يقول في بداية الكتاب أنَّه في بعض الأحيان لم يجد نسخة مخطوطة أو أثرًا لمؤلف باللغة التركية، ومن ثم انتخب الآثار المتداولة بين أيدي الناس. في القسم الأول من الكتاب يتحدَّث المؤلف عن كتب التاريخ الخاصة بالدولة العثمانية والسنوات التي تحويها، وفي القسم الثاني تحدَّث عن تراجم المؤرخين العثمانيين غير الرسميين؛ أي الذين ليسوا من كتَّاب الوقائع، ويُلاحظ أنَّ هناك مواضع أسهب فيها المؤلف كما في كلامه عن رجائي محمد أفندي أو أحمد جودت باشا، وهناك مواضع أوجز جدًا فيها كما في كلامه عن سلانيكي. في بداية الكتاب يضع لنا المترجم الدكتور محمد عبد العاطي نبذة تاريخية مهمّة عن السلم الوظيفي في الدولة العثمانية وعلاقة ذلك بمؤسسة التعليم العثماني، قد تبدو نبذة منفصِلة عن مضمون الكتاب، لكن كون كثير من كتَّاب الوقائع هم ضمن السلك الوظيفي العثماني يجعل تلك النبذة بما فيها من شروح لمصطلحات عثمانية مفتاح لفهم نصوص الكتاب، مثلًا يذكر المؤلف عن ” نيشانجي عبد الرحمن باشا” أنَّه عُين في وظيفة كاتب وقائع بموجب الأمر السلطاني المشحون بالفيض من الأندرون الهمايوني، فلاشك أنَّ تلك النبذة ستشرح لك بعض المصطلحات وموقعها في السلك التعليمي العثماني مثل كلمة ” الأندرون” . ليس بالضرورة كون كاتب الوقائع موظفًا لدى الدولة أنّ يكون ألعوبة في يدها، فقد كان هناك من لا يعبأ بالسلطة ولا المنصب، يذكر المؤلف مثلًا في ترجمة رجائي محمد أفندي أنَّه كان ” لا يعطي أهمية قط إلى الجاه والمنصب والمال والمتعة”، وبشكل عام كان المؤرخون في خدمة الدولة إيمانًا منهم بقيمة الدولة العلية أمام الأخطار الأوروبية وهذا ظهر بشكل واضح في صياغة القاضي قارصلى زاده جمال الدين في هذا الكتاب، مثلًا لما تكلم عن المؤرخين الذين لم يكونوا موظفين في الدولة يقول ” لكن تجري في عروقهم وأعصابهم نعمتها” . تراجم الكتاب جاءت غالبًا بشكل مختصر، ليس فيها تفصيلات كثيرة عن طبيعة الكتابة التاريخية للمؤرخ موضع الترجمة، وهي أقرب لخريطة واسعة للمؤرخين العثمانيين سواء كانوا غير رسميين أو كتاب الوقائع، وهناك تفصيلات طريفة عن حياة هؤلاء المؤرخين وتعليمهم وتدرّجهم في السلك الوظيفي العثماني، وقد يذكر محتويات بعض الكتب مثل مرآت الكائنات لمحمد أفندي. وتأتي أهمية الكتاب كونه سجلًا للتواريخ العثمانية مثلًا تحدَّث في القسم الأول من الكتاب عن أربعين أثرٍ من كتب التاريخ العثماني، بعضها أفاض في الكلام عنها وبعضها الآخر أوجز فيها. يتكلم الكتاب أيضًا عن كتّاب الشهنامة، مثل فتح الله أفندي وحكمي أفندي= والشهنامة تطلق على الكتابات المنثورة والمنظومة التي تتناول الأحداث التاريخية بأسلوب أدبي لإظهار القيمة الفنية والجمالية للتاريخ، وبشكل عام بذل المترجم مجهودًا رائعًا في الترجمة وقام بتعريف المصطلحات الواردة في النص الأصلي كما كتب مقدِّمة رائعة للكتاب وصلت إلى أربعين صفحة تُعد مفتاح للكتاب ككل، والكتاب من إصدار دار إشراقة ، ولاشك أنَّه من الكتب المهمة التي تُمثِّل إضافة للمكتبة العربية فيما يخص التاريخ العثماني.”عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 264 صفحة
- [ردمك 13] 9789776916760
- دار إشراقة
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
42 مشاركة