وتلك الروعة حين تطالعها عيناك ❤
________
اسم العمل: الخيط الفضي
الكاتبة: جيهان عوض البنا
دار النشر: إشراقة للنشر والتوزيع..
بداية أنا لا أجيد كتابة المراجعات للأعمال الأدبية ولست من ساداتها الذين يتقنون فن التقييم للأعمال، ولكنني أستطيع أن أزعم أني قارئة ذواقة قلما يعجبني عمل ما..
وصودف أن كان أول أعمال معرض القاهرة الدولي للكتاب 2022 التي أقرأها لهذا العام هو عمل الكاتبة المبدعة جيهان عوض البنا.. وكان هذا من حسن حظي والذي شجعني على قراءة أعمال جديدة اقتنيتها من المعرض.
ماذا أقول في قلم جيهان البنا، وسحر أسلوبها وانسيابية الكلمات بين يديها، إنها حقا شديدة الإبداع والتمكن، مبهرة في الصياغة، متفردة حين الحكي.
الرواية اجتماعية ملغزة، تأخذك في رحلة مبهرة بين عدة أزمان تنتقل بنا أماما وخلفا بانسيابية تامة، كلما استغرقت في قراءتها كلما جذبتك لأعماقها أكثر فأكثر.
رسمت جيهان الشخصيات بتمكنٍ شديد، جعلتني أتعاطف مع كل منهم بشكل ما كلما استمعت لجانبه من الرواية..
كل شخصية إذا ما قرأنا سطور حكايتها نلتمس لها أعذارا على ما بدر منها وحسبناه بشعا، واستقبحناه.
اللهم إلا أحلام لم أجد نفسي تلومها على أي فعلٍ قامت به، تعاطفٌ تامٌ وامتزاجٌ روحيٌ حدث بيني وبينها طوال العمل، أحببتها منذ طلتها الأولى بمسرح الأحداث من قبل أن أقرأ جانبها من الرواية، مراد.. هذا الزوج القاسي المتعالي شديد الأنانية، بارع التنحي عن أي دور له في الحياة، امتعضت منه واشمأزت نفسي من أفعاله ولكنه حين امتطى صهوة الحكي وجدته مفعول به وليس فاعلًا كما خيل لي في البداية..
الست دلال.. لم أحبها على امتداد العمل، نجحت جيهان أن تجعلني أنفر منها ومن أفاعيلها الملتوية، حد أني كنت أجد نفسي أغمض عيني تألمًا كلمت فتحت الست دلال فمها لتمطر أحلام بوابل من الكلمات، كنت أدير وجهي عنها وكأني لا أريد رؤيتها بين الأسطر..
رسمت جيهان شخصيتي أحلام والست دلال بمنتهى البراعة، وجعلتهما نقيضتي لبعضهما البعض.
عم حسين شديد الطيبة، غزير الحنان، أحبتته كثيرًا، وعلى الرغم من قلة تواجده بمسرح الأحداث، إلا أنه كان شديد الحضور بتأثيره النفسي على مراد.
بنت الكاتبة مسرح الأحداث بإتقان سواء أحداثنا المعاصرة أو تلك التي في الماضي، أتقنت الحبكة وأجادت غزلها بحرفية شديدة.
أما عن الأسلوب فهذا هو بيت القصيد ها هنا..
حدث ولا حرج.. أسلوب سامق، رشيق، متناغم، شديد البهاء، طعمته بأبيات شعرية، وببعض التواشيح الصوفية التي اقتضتها ضرورة الفترة الزمنية.
ضبطت نفسي أبتسم مرات ومرات وقت القراءة من جمال ما أقرأه.
وهو أمرٌ لو تعلمون عظيم...
جاءت النهاية سريعا أو هكذا خيل لي كوني لم أشعر بذرة ملل واحدة تسربت إلى نفسي وقت القراءة..
تعقيبي الوحيد على العمل كوني أردت حقًا أن تستفيض الكاتبة في السرد بصورة أكبر في الجزء الأخير من العمل.
اقتباسات من الرواية..
_هل تعلم أني يتيمة؟ كيف علمت أني بتيمة..؟ 😞
هذه العبارة وظفت بشكل مبهر في العمل.
_مللت مراقبة الضباب الذي يشبه أحلامي، هل قلت أحلامي؟ أيناي من أحلامي.
- أنا هناك ممسكة بطرف جلباب أمي المسدل أعيق حركتها.
-بحضرة الموت جل الأسئلة ليس لها معنى، بحضرة الموت يتنحى كل شيء مهابته.
_أين خبأت روحك يا سيمبا..؟ 💔💔
الخيط الفضي عمل شديد الروعة ويمكنني بكل ثقة أن أرشحه وبشدة لكل عاشقي الروايات.