قصة متشابكة الأطراف، أبطالها 4 سيدات، تجمعهن مرارة الاضطهاد وقسوة الحزن ومآسي الحياة، جميلة ومدينة ونور وثريا، 4 لا رابط بينهم سوى أسما، الشخصية الخفية التي تدعي وجود كرمات خاصة بها لإزالة ما لحق بالناس من أوجاع، ليلجأ إليها العشرات وتختار من بينهم السيدات الأربع المذكورات، لتبدأ كل واحدة في سرد قصتها.
جميلة
تلك الفتاة التي احترفت الصمت منذ صغرها بناءً على نصيحة والدتها، وتحملت إثر ذلك حياة لا تُطاق مع زوج يحمل من الأمراض النفسية أطنانًا يلقيها على زوجته، حتى طفلته لا تسلم من نفسيته السوداوية.
مدينة
الطفلة التي لم تجد حنانًا في منزل أسرتها التي لم تلتفت إليها من الأساس بسبب شبح شقيق متوفى، لتتحول إلى زوجة فاقدة الحنان ومن ثم لا تعطيه، ليتركها أولادها بمفردها ويلجأون إلى الأب وزوجته الجديدة.
نور
الفتاة التي كان حظها قليل في كل شئ منذ الصغر، الجمال والقوام والعناية والحب، لم تجد دفئًا إلا من جدتها القاسية على الجميع إلا هي، ولكن هذا الدفء لم يكن رائعًا طوال الوقت، نور التي اكتشفت حقيقة مخجلة دفنتها أمها بعيدًا عنها ولكن الظاهر يكشف الباطن ولو حتى بالإكراه.
وأخيرًا ثريا، التي تسعى لإيجاد معنى جديد لحياتها رغم أنها أمضت عشرات السنين تحت وطأة القسوة النابعة منها شخصيًا.
4 سيدات يجتمعن سويًا في منزل بعد دعوة من السيدة الغريبة، لتتشابك جذورهن في الخفاء قبل أن يُكشف سر يضع الأمور في نصابها الصحيح وتتضح لنا حقيقة ما يحدث.
الرواية رائعة، ليس من حيث الفكرة التي تدور حولها، فربما كانت فكرة اضطهاد المرأة بمختلف الأشكال متناولة بكثرة، ولكن ما أعجبني هو الإطار العام للعمل، ورشاقة الجمل ورونق الكلمات والتعابير لدرجة جعلتني أذوب في السطور دون رغبة في الطفو.
وأخيرًا الغلاف أكثر من رائع.