«الناس يتركونني وحدي».
«أثر الحب لا يتركك وحدك”.
ثلاثاء آخر
نبذة عن الرواية
هل جربت من قبل أن يخبرك الطبيب أن ذاكرتك قد بدأت في التلاشي؟! مؤكد لا.. لكن حسن؛ واحد من أشهر الكُتَّاب وأكثرهم مبيعًا.. أخبره الطبيب بذلك "بدأت أعراض ألزهايمر في الظهور، ولا مفر.."...! ترى كيف سيتعامل مع الأمر؟! "منذ مولدي والخريف يلازمني في حياتي من بدايتها، تقع عني كل الأشياء التي أتمسك بها وأرغب في اقتنائها، ربما لذلك يُعَدّ الخريف أصل الحياة، فلا يجب محاسبة الخريف على إظهاره الحقيقة، ولكن يجب أن تكون هناك عقوبة لمن تخلى وتسبَّب في الأذى."عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 168 صفحة
- [ردمك 13] 9789778593812
- دار الوردة
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mohamed Osama
#ريفيوهات
ثلاثاء آخر.....الوقوف في المنتصف يكفي
"أرى تحت الرماد وميض جمر....ويوشك أن يكون له ضرام"
هذا بيت من عدة أبيات نظمها والي خراسان "نصر بن سيار" يحذر فيها البيت الأموي من انتشار الدعوة العباسية وقوة شوكتها، وباستبعاد مفرادات الصراع وحتى رد الخليفة "مروان بن محمد" وما آلت إليه الأمور، وبالتركيز في التشبيه، لنجد أن حالة "حسين المحمدي" ونكبات الحياة فيه وموقفه منها هو شرارة بسيطة بين رماد ذاكرته وأحلامه، واستكفى منها قبل أن تتوهج وتزداد فلا تبقي أمامها أحد "وهذا الفرق بينه وبين العباسيين بالمناسبة، وتكون الرواية كلها إجابة لسؤال واحد له وجهين "لماذا الوقوف؟ وما معنى الانتقام في نظره؟!"
-على مسماه
-ربما جاء اسم الرواية مفارقة مقصودة، فالثلاثاء "وهذه معلومة بديهية" يوم يعتبر في منتصف الأسبوع، وفي ذاكرة الناس يعتبر لا معنى له أو يستثقلونه غالبا، وذلك هو تقريب لحالة "حسن" بين جميع الآثار "فقد وزيف وحقيقة" وصدمته لما رأى هويته المحملة من الجنوب تنهش على يد المدينة العامرة، فهو معلق المنتصف تماما، لا هو قد تحول بفعل المدينة فيحتكم لألاعيبها كما فعل غرماءه، ولا هو صار كشفافية أمه ونقائها الكافي لتطيب جروحه
-وإذا قرأنا أكثر نجد أن معضلة المنتصف هي مذهبه وصانعة مزيجه وحياته التي تترنح بين القرب والبعد، والطيبة والمكر "لأنه في الأصل نشأ بين أب قاسٍ بدافع تنشئة ابنه الوحيد، وأم لا تعرف سوى الرفق والرحمة على جزء منها"، فإذا فردنا حياته نجد سلسلة قدرية من المنتصفات أفادته في رؤية الحياة من جانبيها بلا دروشة ولا استعلاء، ونظرة يرى فيها أن حياته معتركا من الأفعال والمؤثرات عليه، ولما واتته فرصة يمكن فيها أن يغيرها كما يريد، اختار أن يصنع ثلاثاء يليق به داخل ثلاثاء ذاكرته بين الصحو والموت.
-أوركسترا الحياة "والعكس"
حاولت سماع دقائق من السيمفونية التاسعة لبيتهوفن التي كانت قوام الرواية وحاولت فيها الإنصات لما يشبه معركة على سؤال عن هيته "كما وصفت الرواية"، ومن الرواية كذلك رأيت حسن يقاسم بيتهوفن مأساة الفقد، ويحاول كل منهما على طريقته الخاصة محاولة لصحوة يهب منها النار من الرماد بما يليق بالفردوس المفقود، وهنا نجد وسط كل ذلك صعود وهبوط كل حركة، وفي داخل الحركات تسير الأمور وفق نوتة قدرية، ربما تزور حركة أخرى وتتحد الحركات بحركة واحدة، فتمثل الحياة التي لا تستقيم إلا بالنزاع بين آثارها "زيف وحقيقة وفقد وأثر الفراشة"
- فداويين "لكن بلا سلاح"
نعود لسؤالنا عن معنى الانتقام عند حسن، ولأجل إجابة مختصرة فهو يضع نفسه كفراشة أمام نار ستهل.كها حتما، ويكفيها الالتحام به وترك الباقي للأقدار، ولذلك فإن وميض الجمر الذي نبع من رماد ذاكرته كفاه ليكون صدمة كما يقول المثل "العيار اللي ما يصيبش يدوش" وهذه ال "دوشة" تكفي لغرمائه بالتوقف والمراجعة، فدائي يحل محل ضميرهم المغلف بالزيف هو الآخر فيصرخ صرخته الأخيرة، لنراه يشهر مبدأه "لا خير للانتقام في مستقبل لا يعرف فيه كيف يصنع قهوته".
-ونيسة الذاكرة
- لا تكتمل المراجعة إلا بذكر الحاجة ونيسة، الغائب الحاضر بعديدها ونغماتها، فهي لحسن-مع إدراكه أن الذاكرة تستدعى بتشابه التجارب وبتكرار رؤية الأشياء كما رآها في وسط البلد- إعادة إحياء لذاكرة بعيدة، طينه الطري يرمم ما أفسد قلبه الطوب الأحمر، تخفف عنه حمل الليالي ووطأة صراعه مع الذاكرة، لتكون على مسماها ونيسة
وفي النهاية تتشابه حياة حسن بعبارة نقشها الممثل السوري الراحل خالد تاجا- والذي للمفارقة أيضا كان الصوت المناسب لحسن في عقلي- على قبره "مسيرتي حِلمٌ من الجنون كومضة شهابٍ، زرع النور بقلب من رآها لحظة... ثم مضت"