أزهار الموت > مراجعات رواية أزهار الموت

مراجعات رواية أزهار الموت

ماذا كان رأي القرّاء برواية أزهار الموت؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.

أزهار الموت - فايز غازي
تحميل الكتاب

أزهار الموت

تأليف (تأليف) 3.6
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    4

    أزهار الموت، العمل الثاني الذي أقرأه لفايز غازي بعد روايته المرهفة "مناي".

    كنت قد ذكرت في مراجعتي عن رواية فايز "مناي" بأن فايز في عمله الأول رسم معالم هويته ككاتب والتي ستدلّنا على أعماله؛ حيث سيكون حضوره وبصمته واضحاً ولا مجال للبس فيه، ولم يخب ظني.. فقد أرسى فايز لاسمه وهويته ككاتب دعائم راسخة، وستكون منارة لأعماله المستقبلية.. وهذا ما لمسته في عمله " أزهار الموت".

    سأبدأ الحديث عن لغة الرواية. لغة فايز متماسكة وأنيقة، وهذا ما كانت عليه اللغة أيضاً في عمله السابق "مناي"، لكن بفارق أن اللغة جاءت في أزهار الموت أكثر أناقة وأكثر تماسكاً.. خلال قراءتي للعمل، كنت مأخوذة بعذوبة اللغة وشاعريتها، قوة الألفاظ والوصف، والانسياب الجميل للسرد. كانت الحبكة متماسكة جداً وقد أعطى الكاتب لكل جزئية وخيط حقه في العمل دون تجاوز أو انتقاص.

    كما تميز العمل بالتنوع والتنقل الأنيق في زمن السرد. كنت أقرأ العمل مستلذةً بإيقاع السرد حيث كانت له موسيقى جميلة والتي زرعت بداخلي الرغبة لأن يطول العمل، ليطول استمتاعي به.. لشدة سلاستها، تُقرأ هذه الرواية في جلسة واحدة لكني لم أرد لهذا العمل أن ينتهي..

    فيما يتعلق بثيمة العمل وفكرته، جاء قلم فايز في هذا العمل حاداً كنصل السيف، كما أن الرمزية في العمل حضرت أيضاً من خلال:

    1- تعرض الكاتب في عمله هذا للحديث عن الفساد الذي يسود المجتمعات "وفِي هذا العمل كان مقاطعة في عربستان" كما أسماها، حيث الفساد يتربع على سدة الحكم بأوجهه المختلفة في المناحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع شعب راضخ للذل والهيمنة، وتفوح منه رائحة الخوف؛ تلك التي تكبله وتقعده عن الدأب والسعي نحو التغيير، فيرتضي ذله ويستشري الفساد.

    2- كما وتعرض فايز للعلاقة التي تربط الفاسدين من السياسيين برجال الدين؛ حيث يستمد السياسي شرعية أفعاله من علاقاته برجال الدين الذين يحللون هذه الأفعال، مقابل السلطة التي يمنحها السياسي لرجل الدين الفاسد والذي يجعل من الدين غطاء لممارساته ونزواته.. وهذه الظاهرة ليست بالحديثة، لطالما كانت تلك العلاقة حاضرة عبر التاريخ والتي تفسر كثيراً من الظواهر قديماً وفِي الوقت الحالي.

    3- يمكننا أن نلمس المشاعر التي لدى الكاتب تجاه الحكم العثماني للمنطقة. كان فايز قد ذكر ذلك في روايته "مناي" حينما تطرق بالوصف لهذا الاحتلال على أساس أنه من أشرس الاحتلالات التي تعرض لها الوطن العربي وكيف أثر هذا الاحتلال على بنية المجتمع من كافة النواحي. في أزهار الموت، يستخدم الكاتب الألقاب: الباشوات والآغوات كرموز للفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي؛ وهو ما كانت عليه هذه الشخصيات من فساد في فترة الحكم العثماني للوطن العربي. في أزهار الموت، يقتص فايز من هذه الرموز بالنهايات القاسية التي وضعها لها. كانت نهايات حادة وقاسية بذكاء.

    فيما يتعلق بعنصر المفاجأة، فقد كان حاضراً وأضاف للعمل عنصر التشويق.. (فيما يتعلق بفارس بطل العمل). ولا أقصد هنا نهايته التي وضعها له فايز ، إنما علاقته بفؤاد باشا والحقيقة التي تكشفت له (والتي لا أود ذكرها هنا حتى لا أفسدها على من لم يقرأ العمل بعد). علي القول أنني لم أتوقعها، وكانت فعلا مفاجئة وصادمة. إضافة لدور "شخصية جواد آغا" والتي اكتملت خيوط الحبكة عند دورها في العمل. وهذه نقطة وجانب يُحسب للكاتب عندما يكون العمل بهذه القوة في الحبكة والمراوغة ربما في صياغة الأحداث بحيث يفاجىء القارىء ولا تكون النهايات أو تفاصيل العمل متوقعة أو أنها قابلة للتنبؤ من قبل القارىء.

    أما فيما يتعلق بالغلاف للكتاب، فقد جاء متناسقاً مع طبيعة العمل وتفاصيله؛ فقد جاء التدرج بين الأسود والرمادي للأزهار منسجماً مع محتوى العمل.. تلك الأزهار التي يُسرق رحيقها عندما تنمو على قبور من يسرقهم الموت منا، لتكون رماديتها رمزاً للحزن الذي يسكن قلوبنا.

    كنتُ متشوقةً للعمل التالي لفايز بعد "مناي"، وكنت على ثقة بأنه سيكون أنيقًا وجميلاً، ولم يخب ظني!

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    “الحقيقة صعبة وموحشة، لذلك يفضل الناس ألّا يعرفوها ويكتفون بما يفترضونه عنها، مكتفين بالصورة أو الظاهر منها!”

    كُنت في طريقي إلى أن أقيم هذه الرواية بثلاثة نجوم، حتى السطر قبل الأخير!

    جملة بسيطة يقولها أحد الشخصيات التي لم تظهر طويلاً في صفحات رواية "أزهار الموت" ولكن كان لها تأثيراً بليغاً في فهم العديد من رمزيات الرواية.. فعدت كالملسوع أفر الصفحات إلى المواضع القليلة التي تم ذكره بها.. وما علاقته بالشخصية المذكورة.. لأربط الخيوط، وليتضح لي طبقة جديدة من الرواية لم أكن أتصور أنها موجودة من الأساس.

    في أحدى مُقاطعات "عربستان" وهي بلدة ليست خيالية عزيزي القارئ فنحن نعيش في أحدى هذه المقاطعات وأن اختلفت جغرافيا المكان ولكنها تحمل نفس المبادئ ونفس السموم التي تُضخ إلى أوردتنا بثبات وانتظام، ذلك الكائن الشرير الرابض على كرسي الحُكم يعيث فساداً في الأرض هو وأعوانه، ذلك الكائن المُهيمن على كل مظلوم ويظلمه أكثر طالما أنه من الشعب! ذلك الكائن الذي يستمتع بإراقة دماء مُعارضيه! ذلك الكائن الذي يكاد أن يبيع لك الهواء الذي تتنفسه بل وسيبيعه لك كأنه خدمك، أنظر إلي أنا الكائن المُهيمن العظيم المُفدى جلبت لك الهواء لتتنفسه وستدفع مبلغاً تافهاً في مُقابله، ذلك المبلغ قد يكون حوالي ثلاثة أرباع فتاتك الشهري الذي تُسميه مُرتباً، ولكن ألن تُقدر تعبي لك يا عزيزي المواطن؟

    “العدالة كلمة قالها أحد الأغبياء فتلقفها ضعفاء هذه المقاطعة، وهي كمفهوم وجدت لتطبّق على الفقراء والمساكين والمعدمين، أولئك الذين لا يمتلكون حيلة، وليس لهم درع تحميهم أو واسطة أو «ظهر» سياسي. أمّا الأقوياء، الأثرياء وأصحاب النفوذ فلا يمكن المسّ بهم أو الاقتراب منهم! حتى يمكننا القول إن العدالة عندنا تعني اقتصاص الأقوياء لما يبغونه وترك الفضلات للفقراء والمساكين!”

    الرواية الثانية لـ"فايز غازي" بعد رواية "مُناي" الرواية الرومانسية الحالمة، لتجد نفسك على موعد مع رواية سياسية اجتماعية بحتة، تغوص في العديد من القضايا السياسية والدينية، وحتى النفسية.. نفسية أولئك الشياطين الذي نطلق عليهم بشراً لأنهم يُشبهونا فقط! ولكنهم في الحقيقة أقذر من ذلك.

    بلغة شعرية جميلة، وبصفحات لم تتعدى الـ140 صفحة، تناولت الرواية الفساد السياسي المُنتشر في أماكن كثيرة حولك، مدعي التدين، وأتباعه، المسئولين الفاسدين بأشكالهم، وحتى عندما مات منهم شخصاً في عملية مشبوهة، يُغيروها، ويجعلوا موته شرفاً، ولكن ألا يعلمون أنهم في طريقهم لمُقابلة خالق الكون؟ ألا يعلمون أنهم في طريقهم لأن يروا كُل تلك الأرواح التي قتلوها؟ عذبوها؟ سرقوها؟ سحلوها؟

    لا هم في غفلة، غفلة لا تستيقظ منها إلا بالموت.

    ختاماً..

    هذه رواية وبرغم صفحاتها القليلة ولكنك قد تغرق في رمزياتها ومواضيعها الكثيرة والمُختلفة، وبلغة جميلة وصفحات مليئة بالإقتباسات.. وبكل تأكيد ستجعلك في إنتظار العمل القادم لـ"فايز غازي" على أحر من الجمر.

    يُنصح بها.

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4

    أزهار الموت..تاني رواية للكاتب فايز غازي بعد روايته الأولي مُناي...

    الرواية تبان إنها رواية عن جريمة قتل ومحاولة البحث عن القاتل بس في رأيي لو بصينا عليها من زاوية أوسع هي رواية سياسية بإمتياز..

    الكاتب إتكلم بجرأة يحسد عليها عن الكثير من الأوضاع السياسية الغلط اللي موجودة في بلاد كتير..زي الفساد،إستغلال السلطة والنفوذ..خلط الدين بالسياسة..التحرش حتي التعذيب في السجون..

    الرواية بتوضح لنا إزاي مفهوم العدالة بالنسبة لرجال السلطة قابل للتحايل عليه ولإي مدي هم علي إستعداد إنهم يدوسوا علي أي حد من أجل مصالحهم الشخصية..

    "في الحروب يسقط الأبرياء ضحايا ويكونون وقوداً لها تشتعل بهم وتنطفئ من أجلهم،لابد من تقديم الأضحية من أجل الخير العام!"

    اللي مخليني مستغربة جداً إن الرواية تعتبر نقلة قوية جداً للكاتب بعد الرواية الأولي اللي كانت تعتبر رواية رومانسية ومكتوبة بلغة شاعرية جداً..وده إن دل علي شئ فهو دليل علي تمكن الكاتب من الكتابة في مواضيع مختلفة وبأسلوب كمان مختلف...

    رواية حقيقي ممتعة ومشوقة جداً ومش حتسيبها إلا لما تخلصها بس أحلي حاجة فيها إنك مع أخر صفحة حتقعد تسأل أسئلة كتيرة ممكن تلاقي لشوية منهم إجابات جوة نفسك وجزء تاني ممكن ميكونش له إجابات في الدنيا دي!

    "أي مجتمع ستبنيه وقد وصلت إلي سدّته راقصاً فوق الجثث؟!

    بئس العلم والثقافة والمستقبل المبني علي الدماء..! "

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    انه يهددني بما ابتغيه ياللسخريه!!!

    القصص الحقيقيه ترويها الجثث.....

    الحقيقه لها وجوه عديده تختلف حسب كيفيه النظر اليها لكننا لا نجد في البحث و لا نغير من موقعنا بل نختار ما يلائم طمانينه عقلنا و قلبنا...

    الحقيقه صعبه و موحشه لذلك يفضل الناس الا يعرفوها و يكتفون بما يفترضونه عنها مكتفين بالصوره او الظاهر منها...

    الحقيقه هي ان ....ان ...

    الموت يكمن في التفاصيل الصغيره و لا يحضر في المشهد العريض....

    بناء المجتمعات القويه لا يقوم الا على الدماء لكانها صلبها او الهيكل المعدني الذي تقوم عليه اركانها....

    كل الثورات في العالم عمدت بالدم كي تنتصر و تاتي بنخبه لتقود المجتمع نحو الافضل....

    هزت هذه الافعال كيان المجتمع الذي اعتاد وجود الراعي و بدا القطيع يتشتت....

    ما قمت بذلك لاصبح طاهرا بل لاتحرر! 

    فتحرر و حرر...

    على الرغم من صغر حجم الروايه و لكنها قويه و مندفعه ...كزمن طلقه رصاصه بدايتها شراره و نهايتها صاعقه و ما بينهما حقيقه ان اوان بوحها...فالحقيقه تبقى لكن الموت يغيب شخوصها...كزهره تنبت...تغمر شذاها و تهمس بعطرها فقط لمن يدرك معنى قطافها...

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    قطعة شعرية قاتمة المشاعر حيث الظلم و العدل وجهان لواقع واحد يمكن أن يحضر في اي بقعة مكانية و في اي نقطة زمانية.

    الشخصيات بين اللون الابيض و الاسود مع حضور شخصية فارس ذات اللون الرمادي التي تحمل الثنائية السالفة الذكر.

    الأحداث كابوسية(لن أحرقها طبعا،أنتم مدعون لقراءتها) و لكنها كما قلت قابلة للحدوث أو يمكن أن تكون قد حدثت بالفعل .

    اللغة جمييييييلة جدا و كل كلمة الا ولها دور .

    كنت أحبذ ان تكون الرواية أطول و ان يستمر حضور فارس أكثر .

    انتظر العمل القادم بشغف 🙏🙏

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    رواية مختلفة وجميلة، خفيفة الظل ثقيلة الطرح، رشيقة وعميقة في آن.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    2
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    معقوله فيه بلاد فيها فساد للدرجه دي في العالم. معقول إن أهل الدين و السياسه تحالفوا على الشعوب و أكلوا الأخضر و أحرقوا اليابس لإشعال سجائرهم. الحمد لله على نعمة أننا عرب و نعيش في بلاد العرب حتى لا نتعرض لمثل هذا الهوان الوارد هنا في إحدى مقاطعات عربستان.

    مهلا.. ماذا؟! هل قلت عربستان؟! لابد أنه تشابه أسماء إذن فما زلت لا أصدق.

    حسنا فالمراحعة يجب أن تكتب على مهل و بحذر و بلغة بليغة لذا فسأمسح كل ما كتبت و أتأنى كثيرا.

    العدالة كلمة قالها أحد الأغبياء فتلقفها ضعفاء هذه المقاطعة. و هي كمفهوم وجدت لتطبق على الفقراء و المساكين و المعدمين. أولئك الذين لا يمتلكون حيلة و ليس لديهم درع تحميهم أو واسطة "ظهر" سياسي. أما الأقوياء الأثرياء و أصحاب النقود فلا يمكن المس بهم أو الاقتراب منهم! حتى يمكننا القول إن العدالة عندنا تعني اقتصاص الأقوياء لما يبغونه و ترك الفضلات للفقراء و المساكين.

    عربستان و ما أدراك ما عربستان. حيث الظلم بالمجان و القهر و الذل يفترشان الأرصفة و الجهل و المرض يقتسمان حصتيهما من العقول و الأبدان. هي أرض افتراضية منذ الأزل. لا يتصور عاقل وجودها و لا يستوعب حر حدودها و لا يستظل لاجئ بظلها. هي بلاد خيرها لغيرها و حكمها ليس لأهلها و بلائها منها و فيها لا يغادرها و لا يصيب أقواما غير أقوامها. و لذلك كانت تلك العربستان هي ملجأ كل كاتب أراد تخيل بلادا حجبت منذ الأزل و لم يعد لها وجود إلا في بقعة من العالم استعصت على الافهام و حارت فيها الأحلام و العقول. يستحضر فايز إحدى مقاطعات تلك البلاد الخيالية ليقص علينا ما يمكن أن يحدث لو كانت تلك البلاد موجودة.

    هل هي قصة بوليسية أم رواية إثارة أم سياسة أم دراما اجتماعية. أتصور أنها كل ذلك معا و لكني أتصور أيضا أن الرواية كانت أضعاف هذا الحجم و تم اختزالها لاعتبارات النشر و هو تصور أقرب للواقع و لكنه يلقي بظلال ثقيلة على مستقبل الرواية العربية. فعندما نجد الكاتب الجيد الذي يهتم بالعمق الدرامي لشخصياته لا يجد من ينشر له الرواية ذات الحجم الكبير و إذا وجدت الناشر المغامر الذي ينشرها لك فلن تجد القارئ الصبور الشغوف لأن أغلب القراء الآن من جيل شبكات التواصل الذي تعود على أن يقرأ الحدث في عدة سطور لا غير و أغلب من يسألونك عن ترشيحات يشترط أن تكون في حدود المئة صفحة. لا أعلم هل التزم الكاتب هنا بتلك الحدود طواعية لاعتبارات النشر أم كان بالاتفاق مع الناشر أم لظروف القارئ نفسه حيث أن الكاتب أيضا قارئ متميز ذو نظرة ثاقبة و أراء سديدة و اختيارات ممتازة في عالم الكتب و لذلك فهو يعي جيدا هذه الاعتبارات.

    عموما هذا لم يقلل أبدا من جمال الرواية التي ظللنا نلهث وراء أحداثها المكتوبة بعناية شديدة و لغة فخمة سهلة خلت من الأسلوب الإنشائي الأقرب لشعر النثر الذي ميز عمله الأول مناي و إن كان الكاتب لم يزل يغلب عليه تلك اللغة الشاعرية أحيانا ليست كثيرة مما ينبئ ربما بعمل شعري قريب. لا أدري و لكني أنتظر بشغف.

    الحوارات كانت في مجملها قصيرة و مباشرة و الحبكة الدرامية جيدة و تسارع الأحداث ممتاز و إن غلب الأسلوب الفلسفي مرات قليلة جدا في غير موضعه.

    إذا عدنا للرواية و رأينا كيف يصف الرجل الأقوى في المقاطعة نفسه فسنتصور أنه هو الإله الواحد الأحد لا شخص مثلنا من لحم و دم و هذا هو للأسف حال تلك البلاد البائسة التي نجانا الله من الحياة فيها و إن تشابه اسمها بصورة مريبة مع بلادنا.

    لو كان هناك رجال في هذه المقاطعة لكنا منذ زمن في خبر كان! فمعظم الناس هنا أتباع لنا أو مذعنون لرأينا أو خدام في بلاطنا أو محكومون بسلطاننا أو منفيون في غياهب الزمن. ففي هذه المقاطعة لطالما كنت الرئيس المهاب و المجاب بغير سؤال. و المطاع بدون استفسار. ما تطاول عنق إلا و قطعته و ما اشرأبت نظرة إلا و خطفتها. و ما عبر ببالي خطر إلا و تجسد أمامي. ترى الناس يسعون لمراضاتي زحفا و مشيا. كبيرهم قبل صغيرهم. و عالمهم قبل جاهلهم. فقد اعتادوا سيادتنا و رضوا بموقعنا و تحصنوا بإرادتنا و ذادوا عن مكتسباتنا. و كانوا خير عبيد. قل نظيرهم و ندر صنفهم.

    فعلا لو كان هناك رجال في هذه المقاطعة لتغير الحال.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    اسلوب جميل لكتابة رواية بسيطة توصل عدة رسائل اجتماعية وسياسية

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    2

    واااااو

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    1
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
1