اقتباسات من رواية أحجية العزلة

لا صلح مع الحياة، لا اتفاق ولا هُدنة، لن أقدر يوماً على أن أكسبها في صفي ولن تعفو عني يوماً لتميط عن طريقي العُتمة.

❞ الخلود هو غالباً ما يسعى لأجله الكاتب الحقيقي، الكاتب الذي يتمركز الكون حول ذاته، ذاته التواقة إلى الخلود أكثر من أي شيء وكُل شيء، وبأن في داخلِ كل واحدِ منا جلجامشاً طامعاً في الخلودِ أكثر من أي شيءٍ آخر. ❝

❞ المؤلف ميت والعمل الأدبي خالد» مثلما يرى الفيلسوف والناقد الأدبي رولان بارت، لذا نقايض حاضراً مادياً بما بعد المستقبل اللامادي، ونعيش معلقين بين المادة واللامادة! ❝

❞ لهذا أكتب ولهذا أُحب الموسيقى أيضاً، لأنها تُعبر عما أُريد قوله من دون كلمات. ❝

❞ لم تَكُن أمي مثالية في معظم الأحيان، لكنها كانت مثالية دائماً في اجتهادها بأمومتها! ❝

❞ ثقيل قلبي بثقل انكساراتي، ❝

❞ «هذا الوقت سيمضي، وستموت يوماً هذه الوحدة». ❝

«أدرك بأن تجاربي في الحياة بسيطة، سطحية، لكنني عشتُ وجعاً طويلاً جراء خوفي من أوجاع الحياة»

يُخيل إلي أنني خُلقت كي أزيد من تعقيد الحياة، وبأنني مدين لها من أجل الفوضى التي سببتها فيها مثلما هي مدينة لي بسبب العزلة التي أطبقت بها على عنقي.

لا أعرف لِمَ ظننتُ بأنني قادر على أن أكون ما ليس لي قدرة على كونه، كيف التبست أناي على أناي، وكيف ظننتُ بأن أحداً لديه القدرة على أن يُشكل ملامح طبيعتي من جديد، ويمنحني هوية لا تمتُ لكينونتي بشيء.

لم أ كُن أحتاج من الحياةِ إلا أن أعبر من خلالها ككُل العابرين، بلا مُحاباة ولا تسفيه، أن تعدني مثلهم وأن تراني كإنسان حقيقي بد لاً من أن تراني كطيفِ إنسان.

لطالما أحسست بأنني دخيل بين الناس، غريبُ في هذا العالم، مُنشق عنهم أو غالباً هم المنشقون عني.

أحاول أن أُحصن نفسي ضد الوجع، أن أتخلص من ذلك الغثيان الذي يُثيره وعيي تجاه اختلافي، أحاول أن أفهم كيف أكون واعياً بألمي إلى هذه الدرجة، وغير قادر على أن أعي منهج البشر وطريقة الحياة، كيف أكون شديد الحساسية تجاه نفسي وعديم الجدوى تجاه الناس؟

أتأثر حينما تسوقني الذكريات إلى طفولتي، أُفكر في تلك الذاكرة الواعية لتلك الطفولة المتعثرة الخطى، والطفل الذي لم يسعَ لأن يكون طيباً بالفطرة صادق بطبيعته، لا أعرف إن كُنت سأختار أن أكون إنساناً طيباً لو كان بيدي القرار!، لا أعرف إن كُنت أخلاقياً بفعل الأخلاق أم بفعل التوحد!، هل أنا أخلاقيّ باختياري أم أُجبرت على أن أكون على هذه الأخلاق!

لم تدر الحياة كما أردتها، لم تسر الأمور كما ينبغي عليها أن تسير، لم أحيا الحياة التي لطالما سعيت إليها وخططت أمي لها، لكنه قدري، ومن يقدر على أن يصارع القدر.

تخنقني هذه الوحدة، تطبق على رقبتي بيديها وتعتصر صبري، كُل ما أُريده وما أحتاجه الآن، أن أصرخ بقوةٍ هذه الوحدة، أن ألفظها من أعماقي، أن أطرد تلك السمكة الملعونة من محيط صدري فتموت وأنتهي منها إلى الأبد.

يُخيل إليّ بأن كُل ما نحتاجه لنموت سعداء هو أن نحظى بطفولة سعيدة، يُخيل إلي أننا نعود إلى الطفولة حين يحضر الموت، يستدرجنا الموت إلى الخلف حتى نعود إلى سنواتنا الأولى. يستعرض معنا وعلينا كل السنين، والتجارب والمارقين والعابرين، حتى نعود إلى الصرخة الأولى، فنلفظ النفس الأخير ونموت وربما نرتاح.

لكم أتمنى لو استطعتُ أن أحكي مع الحياة، أن نتناقش، تقنعني أو أقنعها، أفهم منها وتفهم مني، أن نوضح بعضنا لبعض هذا اللبس، أن نُحل العقدة، وأن نفض الخلاف. أن تُحبني لأعود وأُحبها، أن تمنحني الشجاعة لارتكاب بعض الأخطاء، الأخطاء التي لم أرتكبها خوفاً من أن أوصم بالخطأ.

أتمنى أن أتخطى حدودي اللامرئية، وأن أكسر قيدي اللامحسوس، أن أتجاوز الاعتياد والتكرار والنمط والروتين. أن أخلق في كل يوم عادة، وأن أُقدم في كل مرة على مغامرة، أن أصبح أشد جرأة، وأقل خوفاً، وأكثر مجازفة وأن أُنجب بنات أفكار، بد لاً من كوني ابن أفكاري العاقر والوحيد الذي لا يورث

عرفت عندما كبرت أن الإنسان حينما يفقد والديه الاثنين، يغدو بداخلهِ ركن خاوٍ، لا يُمكن أن يملأه أحد...