حكايات العمر كله

حكايات العمر كله!

لا يقدم سمير صبرى، اعترافات، ولا سيرة لمشوار العمر، ولكنه يقدم مشواره من خلال شخصيات صدافته فى الطريق، وتبدأ الحكايات، بدون غل او حقد، فهو يقدم حكاياته بكل ود!

من خلال 36 حكاية وشخصية، تتعرف على عالم الفن والسينما والتلفزيون، فى رحلة ممتعة لا تحتاج إلى الاثارة.. فمن جاره حليم، إلى الموجى وملك العود والنهر الخالد وثومة، وسعاد اخت القمر.. دائما الحياة نهر لا ينتهى.

فى هذه الحكايات، ستجد سمير صبرى اخر لا تعرفه، فهو الاسكندراني ابن ضابط الجيش الذى عشق الفن والحياة!

كانت لفتة ولا أطيب حين أضاف تطبيق أبجد عقب تصدُر خبر رحيل الفنان سمير صبري كتابه الصادر عن دار المصرية اللبنانية والمعنون بحكايات العمر كله؛ حتى يتسنى للقراء المشاركين في تلك المنصة الزاخرة الاطلاع على الكتاب الشيق والتنقل مع راويها عبر الأزمنة بصحبة عمالقة الفن والسياسة والعلوم!

كنز جديد قد أضيف لمغارة علي بابا الزاخرة بالكنوز واللآلئ.

حكايات العمر كله ويالها من حكايات!

كتاب حوى ذكريات عمر بكامله منذ الدراسة في مدرسة عريقة تخرج منها نوابغ أثروا في تاريخ الفن والسياسة بمصر على مدار أزمنة مديدة.

بدءً من مولده في الأسكندرية وانخراطه في حياته التعليمية في مدرسة ڤيكتوريا كوليدچ بفرعها السكندري ثم التحاقه بفرعها القاهري بالمعادي.

وسفره لانجلترا في الأجازات الصيفية لدراسة الأدب والمسرح وسكناه في عمارة يقطنها عبد الحليم حافظ وبداية معرفته بالمذيعة القديرة آمال فهمي واندماجه كطفل من أطفال برنامج ركن الأطفال بصفته طفل يجيد اللغة الإنجليزية، البرنامج الذي كانت تقدمه الفنانة لبنى عبد العزيز التي تجيد الإنجليزية والفرنسية.

وبداية انطلاقه في دنيا الإعلام والفن على السواء.

كتاب اتضح فيه دور القوى الناعمة إثر النكسة وبعد سفر الكثيرين من الفنانين وهجرة مصر حينذاك بعث إليهم الرئيس جمال عبد الناصر وقتئذ بسرعة الرجوع لتأثيرهم القوي على فئات الشعب الحزين والغضبان.

في حكاياته حكايات لأناس كثر، تعلم منهم وعلم فيهم الفنان خفيف الظل صانع البهجة ( چوكر الأفراح) سمير صبري.

ربما كانوا ضيوف في حياته لكن بما اتسم به سمير صبري من ألفة وصحبة طيبة مؤثرة وأصل طيب يحثه على السؤال حتى لمن خفتت عنهم الاضواء وتوارت فأصبح سمير صبري ملاذ آمن بعطفه ومحبته غير المشروطة لمن حوله هي جواز سفره للمرور والنفاذ إلى القلوب.

الكتاب حالة حلوة، أسفار متكررة عبر فجوة زمنية بدأت من الأبيض والأسود حتى الألوان.

لن أنكر أن الكتاب ظل بصحبتي أربعة أيام في حين أنه بالحقيقة يمكن الانتهاء منه في يوم واحد على جلستين على الأكثر ذلك بسبب سلاسته المعهودة وأسلوبه القريب من القلب بفصحى معبرة يتخللها جمل حوارية نطق بها ضيوف برنامجه النادي الدولي.

لكني في الواقع التجأت إلى( اليوتيوب ) للنقر على محرك البحث داخله على حلقات برنامجه هذا الذي تفاجأت إني أجهل عنه الكثير. ورحت أنهل منه بشراهة.

لم أكتفِ بهذا فمعظم حكاياته لا تنتهي إلا بقولي ( يااااه الله يرحمه ويرحمهم كان زمن طيب زيهم )

لكن لن أخفيكم سرًا، زاد يقيني بشخصيات طالما أحسست فيهم البساطة تصطف جنبًا إلى جنب مع عزة النفس كحكاياته مع السندريلا، والألفة والإتقان والتفاني بالعمل مع حكاياته مع أم كلثوم، وسخاء أولاد الأمراء وضيافتهم الكريمة في حكاياته مع ملك العود فريد الأطرش، والغضب الكلثومي الرهيب لهرم مصر الرابع، وثالث مصري فائز بنوبل ولقاء لم يكن يتوقع له النجاح حتى أنه تردد في القيام به مع نخبة شعبية عريضة بالطبع غير مهتمة بالشكل العلمي للبحث الذي قام به الدكتور زويل بالقدر الذي فرحوا له وبه واكتفوا بفوزه

وتوقعاته باءت بالفشل، فكان أكثر تسجيل تخوف من إجراءه بصحبة عدوية ومحمد رشدي وليلى فوزي والخال الأبنودي في ضيافة سمير صبري في برنامجه النادي الدولي، قد زاد من معدل المشاهدة العريضة وارتفاع معدل المشاهدة دونًا عن كل ما أجراه الدكتور زويل من لقاءات حوارية أخرى بسبب أنها كانت لقاءات علمية جافة تمامًا صعب أن يصل بها لقلب وعقل المواطن العادي.

تعددت اللقاءات بين سمير وضيوفه، تعددت المشاعر، تعددت الدروس المستفادة.

فلم تكن لقاءات محمد عبد الوهاب خالية من الحكم الثقيلة العيار، وقد أدركت كم كان أريبًا ذكيًا يجيد التسويق لفنه، ومصطفى أمين الذي تحمل قمع السجن لمدة عشر سنوات وعلي توأمه الذي لم يتخل عن آخر ذكرى باقية من أخيه حتى كلفت سمير صبري سفرية لمقر محطة الBbc للحصول عليها من جديد ليُكفر عن خطأ اقترفه وتسبب بإهمال غير مقصود في ضياعه.

ولقاؤه الفريد مع الإمام موسى الصدر قبل اختفائه مباشرة!

ومصادفته للقيثارة ليلى مراد وبداية تعرفه بها وهي يحيي حفل زفاف!

والشادية، شادية وعلاقته الطيبة بها وكذلك الحاجة توحة التي ما كانت تحلم بحلم إلا ويتحقق على يد الفنان سمير صبري من خلال محبيها.

وفي النهاية لا يسعني سوى أن أرشحه لكم وكلي ثقة أنكم سترتحلون معه إلى سنوات مضت وستسافروا معه إلى مواقع التصوير وتختبأوا وراء الكاميرات لتشهدوا لقاءات تنوعت فيما بين ضيوف مصريين وعرب وأجانب.

لكن بقى فيها عامل مشترك واحد، سمير صبري وروحه البسيطة التي تتميز بحلاوة أضافت إلى ملامح وجهه ابتسامة عذبة نادرًا ما تتلاشى، ربما كانت حالات تلاشيها من على ملامحه حين يفقد صديقًا عمل بصحبته وأحبه من ثنايا فؤاده.

في الكتاب ستحب سمير صبري الإنسان الطيب، الفنان المثقف، الإعلامي المحترم الأمين.

الله يرحمك يا من غنيت للدنيا وجعلتنا نتغنى بحلاوتها، سكر حلوة الدنيا سكر.

الله يرحمك يا طيب القلب والخُلُق.

الكتاب ٣٠٤ صفحة.