الحلم: يوميات لاجئة في السويد
نبذة عن الرواية
لم يكن توقيت الثامنة صباحًا من كل يوم من اختيارنا، ولا بإرادتنا، لنفتح أعيننا على الحلكة عند ساعات الشفق الذي لا يشبه شفق بلدنا، فنهرول مسرعين دون أن نرتشف قهوتنا الصباحية، والتي كنا تتلذذ بها هناك في البلد مع فيروزيات الصباح، وأنغام الكنار فوق أغصان الزيزفون، إلى مدرسة أيضاً ليست من اختيارنا، وإنما انفرضت علينا فرضاً، لنتعلم لغة جديدة لم نكن قد سمعنا بها حتى، ولنشكل شخصيتنا المتكاملة التي يجب أن تكون متوافقة مع عادات وثقافة هذه الرقعة من الأرض خلال فترة قصيرة؛ شخصيتنا التي تكونت رويداً رويداً مع تدحرج الأيام والسنين الطوال في بلدنا. كنتُ أتخذ ذاك الطريق الأبيض على الدوام، وأسير وأنا منحنية الظهر وملفوفة على نفسي، لأقيَ جسدي الهزيل من وخزات البرد القارس التي تصبغ خدودي بأحمر قرمزي، وأنفي ينزّ مخاطاً، أبحث عن منديل فلا أجده، مما أضطر أن أمسح ذلك الأنف بـ كُم الجاكيت البني الذي يمتص المخط، ويزيل أثره، ليخلصني من نظرات العم حسو التي تقتلني باشمئزازه، والذي كان يسبقني عادة بالمجيء صباحاً، ليس رغبة في تعلم اللغة، ولا لأجل التمتع ببياض الأرض والسماء، وإنما فقط هرباً من الوحدة القاتلة في بلد الاغتراب، محاولاً بتدخين سجائر اللف كما كان يدخن في بلده، أن يتهرب من الذكريات المؤلمة التي يحملها في جعبته من آلاف الأميال. كان يسند ظهره إلى عامود سكة الحديد، ويراقب المارة، مردداً معهم بكلمة (Hej) والتي تعني مرحباً، مفتخراً بأنه أذكى من الشباب، وأنه يستطيع التحدث بالسويدية.عن الطبعة
- نشر سنة 2022
- 166 صفحة
- [ردمك 13] 978-977-6950-15-3
- دار هن
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
34 مشاركة