اقتباسات من رواية على الهامش: حكايات من الصعيد الجواني

لما تزيد الأجرة لمجرد أننا نرجع في هذا الوقت، لم يحل منتصف الليل بعد حتى يكون كل هذا الاستغلال، كأن هذا العالم عدوه الكبير هو الليل ‫ نزلت أمام الكوبري الذي يوصلني للمنزل، كوبري يقف فوق ماء ترعة كبيرة نسبيًا.

رحلة رجوع ‫ هاجر أحمد ‫ يوم جديد، إنه الثلاثاء، لدي موعد مهم، متحمسة، سأكتب، هل هناك أجمل من هذا، لحظاتي السعيدة الجيدة، مهتمة لهذه الرحلة، أنهيت كل ما علي حتى أكون مستعدة للموعد في الوقت المحدد، سأتخلص من بعض ما يثقل كاهلي.

الموقف عدا عليه 17 سنة بس لسه فاكراه بكل تفاصيله وحرفيًا بكره الست دي ومش قادرة أسامحها مع أنى معرفش عنها حاجة من سنين حتى معرفش إذا كانت عايشة ولا ميتة، بس قلبي عمره ما هينسى اللي عملته فيا.

أتذكر توتري وبكائي وقبضة قلبي في كل يوم وكل ساعة وكل ثانية، تصطحبني أفكاري دومًا نحو ذلك الزمان، لا يردد لساني سوى "الحمد لله"، كنت أشعر أنها لن تمر ولكنها مرت وجُبرت ‫ جُبرت جبرًا عظيمًا يليق بعظمة ربي وسلطانه، استجاب لدعائي.

معروف أن المدرسة الفنيه تجمع فتيات من جميع الفئات البعض صالح والبعض طالح، لكن ليست هناك تفرقة، كانت المساواة هي أسمى ما تتصف به المدرسة ‫ المساواة في المعاملة السيئة فقط، صدق من قال "الحسنة تخص والسيئة تعم"، أعذر المدرسين .

زي ما وعدت طلعت الأولى بس أمي مكانتش موجودة، كانت ماتت.

‫ من وقتها وهبت إن يكون علمي وأخلاقي وجدعنتي اللي وارثاها منها وكل خير بعمله، صدقة جارية على روحها.

حوالينا نظرات استنكار أو تعجب ولسان حالهم بيقول: دا بنات مش مكانهم هنا البنات تتعود على كده وليه المصاريف والبعزقة دي؟ ‫ لما وصلت للإعدادي لاقيت بنات كتير من قرايبنا وجيرانا في المدرسة، لكن للأسف كان معظمهم مش مهتمين بالتعليم،

‫ شيماء طهطاوي ‫ اتولدت في بيت صغير بسيط "ريحه حلو" زى ما بيقول عليه أي حد بيدخله، بيت مليان بالحب والدفا مكون من أب وأم و٨ بنات وولد وحيد، بابا كان العائل الوحيد للأسرة فاكرة لما كان بيرجع من الشغل ونجري نبوس إيديه واحد ورا التاني.

إيمان

‫ كنت طفلة وعندي فضول أكتشف اللي حواليا، محتاجة معلومات وفهم وصبر كبير، وقتها كنت في أجازة الصيف والسنة الجاية هروح رابعة ابتدائي يعني من حوالي 12 سنة كده، كنت بمر بمرحلة النضوج الجنسي

لم يكن اللقب الوحيد الذي حصلت عليه فأطلقوا أيضًا "أم دماغ كبيرة" ‫ لم أكن سعيدة بكل تلك الألقاب، وددت أن أخسرها جميعًا وأن يعرفني أبي جيدًا ويتقبل ما أنا عليه من اختلاف، أن يكون معي وليس علي، أن يحتضنني مرة واحدة بكل حب ويقول كوني ما أنت عليه ولا تخافي.

أرد عليه: إنني لا أحب الأذى لأي أحد، فإذا هزرت مع أحد بالضرب سيردها لي بالضرب وأنا لا أحب أن أضرب أحدًا، وأكره جدًا أن يلمسني أحد دون إذن مني بذلك، وفي الضرب والهزار لن يكون هناك إذن لذلك.

لست أنا ‫ إسراء الحكيم ‫ تبدأ الحكاية عندما فتحت عيني في غرفة بها سريران ودولاب ومرآة، غرفة بسيطة إلى أبعد الحدود، لا أدري من أنا؟ وكيف أنا؟ ومن أكون؟ ‫ تأتيني الإجابة من سيدة تهزني بشدة وتقول: "مش بنادي عليكي يا إسراء علشان تاكلي.

لم تكن تدرك نضال أن تلك الجملة تنطبق عليها أيضًا عند شعورها بالمرض، ليس الكسل ولا الخوف أو القلق أو الضعف ولكن المرض، بالرغم من أن أباها يهتم بصحته وصحة أخويها عند حدوث أي عارض ولو كان بسيطاً

نضال هي فتاة في الثالثة عشرة من عمرها، ممتلئة الجسم والوجه، حنطية البشرة مع عينين واسعتين وأنف ينتهي بشكل دائري وشفتين ممتلئتين أيضًا. تشعر بالإنجاز حين ترفع أنبوبة الغاز وتصعد بها بمفردها وحين تحمل أكياس الخضراوات من السوق.

ممنوعة

‫ أسماء الشريف

‫ ممنوعة يا بنتي من اللعب في الشارع مع العيال

‫ ممنوعة من السفر برا البلاد

‫ ممنوعة من النزول في الانتخابات

‫ ممنوعة من التأخير برا البيت بعد المغربية

‫ ممنوعة من تأخير سن الجواز

يحمل كتاب "على الهامش" حكايات سيدات وفتايات من الصعيد تحديدًا من محافظة سوهاج، تم جمع وتوثيق تلك الحكايات من خلال ورش كتابة وحكي تم تنفيذها من خلال المشروع.

‫ تتميز القصص بأنها تتجاوز الإشارة للدور الضحية دون بث روح الأمل.

إلى أولئك الذين يمرون على الحياة، ويغلب عليهم الظن أنها هزمتهم، ويجهلون أنهم اختلسوا منها الكثير والكثير من لحظات الانتصار.

من الذي صنف الأشخاص بمكانتهم العلمية؟ حقًا هذا الشخص أكثر إنسان فاشل وجد حتى الآن.

أصارع نفسي حتى أخرج بشخصيتي وسط كل تلك الصعوبات، لم يكن لأحد فضل علي، أدين بالفضل لنفسي وعقلي اللذين أخرجاني من كل ذلك بنصف الخسائر وليست أقل؛ لأني بالفعل خسرت الكثير وما زالت معي بعضها إلى الآن.

لم تعطني الحياة يومًا ما أستحق، لم أحصل على حب يكفيني لمواجهة الحياة، لذلك كنت أسقط في كل مرة بمجرد تعرضي لبعض الرياح، وكنت أقع في حب كل عابر يربت على كتفي بحنان.