يزخر الصعيد بالكثير من القصص والبطولات، ويزخر أيضًا بنساء يحاولن تغيير أوضاعهن والفوز بالحياة ومساحتهن الشخصية، وكذلك ما زال يحمل العديد من القضايا التي لم تنتهِ بعد مثل زواج القاصرات وختان الإناث، والعنف الأسري، والتميز العنصري، والكثير والكثير من الحكايات المسكوت عنها.
❞"صوتي مسموع".
لم يكن مجرد اسم يحمله مشروع، لكنه كان هدفًا في حد ذاته أن تصل أصواتنا للقراء، يسمعون ويقرأون حكاياتنا دون وسيط، أن نكون نحن الكاتبات وأبطال الحكايات، يحمل كتاب "على الهامش" حكايات سيدات وفتايات من الصعيد تحديدًا من محافظة سوهاج، تم جمع وتوثيق تلك الحكايات من خلال ورش كتابة وحكي تم تنفيذها من خلال المشروع.
كل ما أرادته إسراء أن تُقبل من أهلها كما هي ، الأهل ينبذون الطفل المختلف ، في المعتاد يسيؤن معاملته يمطرونه بالكثير من التعليقات السلبيه لماذا لست غيرك من الأطفال ؟ لا يفهم الأهل أن الأطفال مهما تشابهوا في تفاصيلهم لكن كوني مختلف لا يعني أني متوحد أو مختل ، حتي وإن كنت ، فليس معني ذلك أن تُساء معاملتي.
لم تتمن إسراء سوي أن يعرفها أباها ويتقبلها كما هي ، أن يكون معها ولا يطلب منها أن تكون سوي ما تريده هي وما ترتاح عليه.
قضية زواج الفتاة من أكثر الموضوعات الشائعة في مجتمعنا بصفة عامة وفي الصعيد بصفة خاصة ، ولكن لماذا تُجبر البنت علي الجلوس مع أشخاص غير مناسبين كما حدث مع إسراء ؟ إن كنا نشعر بعدم القبول والراحة لم يجب علينا أخذ خطوة لمجرد إرضاء الأهل الذين لن يمانعوا الرفض ولكن يمانعوا الغياب عن جلسة التعارف !.
ومن هذه القصه لأخري أكثر إيلاماً ، ما معني عانس ! هل ينتقص من قدر المرأه كونها لم تتزوج بعد ؟ الإجابة الطبيعية أنه بالتأكيد لا ، ولكن في مجتمع مغلق تحكمه العادات والتقاليد ستطالك الألسنة بالهمز واللمز حتي تنال من عرضك النساء قبل الرجال كل هذا فقط لأنك لم تتزوج !.
وإمعاناً في العته المجتمعي ستجد أزواج وزوجات ينصحونك بالزواج وهم أعمدة لبيوت هشّه مضطربة خالية من أي حب واستقرار ، هو يريد الهرب من تجربته الفاشلة ولكنه ينصحك بالزواج ، وبمنتهي البرود يجيب علي خوفك من التجربه بـ " اتجوزي ولو مرتاحتيش اطلقي بس متفضليش قاعده من غير جواز " ، المهم أن نسير علي نفس نمط المجتمع الأبله.
أعجبت بشجاعة الكاتبات في مواجهة ما حدث لهن من معاناة في أصغر الأمور الحياتية ، معاناه ليس لها أي سبب غير أن من وجد فيها وعاشها أنثي فقط ، أنثي وجدت في مجتمع يتعامل بعاداته معها كأنها كائن ثانوي يجب أن يُحرم من أبسط أمور الحياه.
القصص كانت متنوعة في الموضوعات ، ناقشت إهمال الأسرة والتعامل الخاطئ من المنزل ناحية البنت والذي يعود علي الأسرة والمجتمع بكوارث جمّه ، الحديث عن تجربة الختان ومدي بشاعة هذه الفعله.
القصص كان فيها نماذج عاندت الواقع ورفضت أن تنساق فيه ووصلت إلي بغيتها ، دائماً يوجد استثناء يثبت أنه ليست بالضرورة أن يعيقك هذا الألم عن الوصول ، مازال هناك أمل.
" الغلاف جميل ومميز ومعبر جداً عن محتوي العمل ".
إلى أولئك الذين يمرون على الحياة، ويغلب عليهم الظن أنها هزمتهم، ويجهلون أنهم اختلسوا منها الكثير والكثير من لحظات الانتصار.