إله من سمن بالعجوة

الكتاب: إله من سمن بالعجوة

الكاتب: ميشيل حنا

دار النشر: ميشيل حنا نشر ذاتي على أبجد

عدد الصفحات: ١٣٣

التقييم: ٥/٥

قصص فانتازية تتسم بالواقعية تعبر عن الكثير من المشاكل النفسية التي ثؤثر على حياة الفرد المصري، وهل نهرب من مشاكلنا السطحية بتلك العقد النفسية العويصة فنبدو كمن يعبد إله من العجوة ويأكله عندما يجوع صانعًا غيره ليستمر في عبادته.

أحببت قلم ميشيل حنا و أفكاره الموضوعية التي تمس النفس البشرية ولكن يعرضها بأسلوب مختلف ومميز.

كان غرابة العنوان ومن ثم الغلاف هما أول ما جذبني لقراءة تلك المجموعة القصصية لكاتبها ميشيل حنا الذي كان لي معه تجربة سابقة في كتابه الأخير الصادر عن دار الرواق للطبع والنشر وقد استمتعت به أيما استمتاع فكل صفحاته تنبض بالحنين إلى الدقة المتناهية والذوق الرفيع في المعمار.

وعن المجموعة القصصية التي بصدد مراجعتها الآن، فهي تتكون من ١٤ قصة تقع في ١٣٣ صفحة، تتنوع فيما بين ما ينتمي إلى العلوم وأدب الخيال العلمي وأعتقد أنه قد أفاد كثيرًا كون الكاتب خريج كلية صيدلة، وكذلك الطابع الإجتماعي، والواقعي السحري.

كما أن القصص يغلب عليها الطابع السيريالي والغرائبي بالفعل.وتجمع في طياتها بين عبثية كامو وديستوبية كافكا.

١٤ قصة منها ما هو شديد القصر ومنها ما هو طويل نسبيًا فكانت أطول القصص ثلاث، الحجر وقد وجدتها ماتعة وكم من أحجار ارتبطنا بها حتى أصبحت تقبع في قلوبنا ما أن تزحزحت وهوت في الواقع إلا وهبطت معها قلوبنا.

وقصة النيوترينو والتي وجدتها علمية تمامًا امتزج بها بعض الخيال بالكثير من الحقائق العلمية، ولم أستنكف من ذكر أنني في بعض المواضع لم أتفهمها كاملة لكن قد وصلت للمقصود فما كان من تسرب النيوترينوات واصطدامها بمادتنا الوراثية يصبح أمرًا حتميا. وتعطى قوانين الصدفة أيضا الفرصة لبعض الأشخاص المحظوظين كي ينجوا من هذه المأساة.

وبالطبع فإن تغيير DNA الخلايا الجسمية يؤدى إلى خلل في انقسام الخلية، وهو المرض المعروف بالسرطان. أما تغيير DNA الخلايا التناسلية فهو الذي أدى إلى تشوه الجنس البشرى بهذا الشكل، وأيضا إلى توارث هذا التشوه.

‏فما هو إلا مجرد جسيم بالغ ومتناهي الصغر إلا أنه فتاك التأثير؛ أصاب البشرية جميعًا بتشوهات تنوعت فيما بينها.

أما آخر قصة طويلة وهي الأخيرة في المجموعة ويغلب عليها الطابع الاجتماعي وكانت بعنوان الآخرون.

كما نوهت، يغلب على القصص الطابع الغرائبي السريالي، وقد اتسمت بعض القصص بالتأكيد على فكرة انبثاق حياة جديدة من الألم وربما الموت، كما كان في قصة البيضة.

كما غَلُب على معظمها إن لم يكن جميعها مسحة من الحزن والألم والضيق!

أما العنوان المثير للجدل الذي لا يمت للمجموعة وقصصها بصلة، فهو مقتطف من حكاية غريب وعجيب بكتاب ألف ليلة وليلة، حيث كان الملك غريب لما أسر الجمرقان وهربت أبطاله، نزل عن جواده وأمر بإحضار الجمرقان. فلما حضر خضع له وقال: أنا في جيرتك يا فارس الزمان. فقال له غريب: يا كلب العرب هل تقطع الطريق على عباد الله تعالى ولا تخاف من رب العالمين؟ فقال له الجمرقان: يا سيدي وما رب العالمين؟

قال غريب: يا كلب وما تعبد من المصائب؟ فقال له: يا سيدي أعبد إلها من عجوة بالسمن والعسل، وفى بعض الأوقات آكله وأعمل غيره. فضحك غريب حتى انقلب على قفاه.

‫ حكاية غريب وعجيب

‫ ألف ليلة وليلة

‏مجموعة قصصية لم أستطع تركها حيثما بدأت، لكنها لم تتفوق في تقييمي لها أو حتى تكاد تتساوى بكتابه الأخير.