ما شيء لهم أن يبصروا
تأليف
وئام هبة بودور
(تأليف)
عند مشارف المدينة تقدمت الجازية رفاقها وقالت: إن هذه أسهل الفتن كما قالت الستوت. يكفي ألا يلمس أحد شيئا من الكنوز وإلا استحلنا حجارة أو خسفت بنا الأرض كما نسمع في الأساطير...
كان ذلك يبدو سهل التنفيذ مع التحلي ببعض العزم، ولكن ما شاهدوه هنالك كان بلا مثيل... كان ناسها يكتسون حللا من الحرير الأزرق السماوي مرصعة بالفضة. وكانت المنازل مبنية من اللؤلؤ، مزخرفة النوافذ والأبواب. وكانت أقواس قزح تنحدر من السماء براقة كأن بها صغير البلور فتنصهر عند وصولها للأرض وتجري كالغدران بين الصخور المشعة، تحت طرقها المعبدة من الزجاج الصافي، ثم تنبثق مرة أخرى صاعدة إلى السماء كنافورة عملاقة، وكانت زهورها من العقيق واللازورد، حتى هوام الأرض من نمل وجراد فكانت من أنفس الألماس... أما مع انبساط أشعة الشمس على ذلك كله فقد كان المشهد يكتسي من السحر ما يفتح الأشداق. من كان ليقاوم كل ذلك؟ حتى الطير كان يحمل الزمردة النفيسة فيلقيها على رأس أحدهم فتنةً.