عالم جميل مُتخيّل بالكامل رسمه لنا ياسر بهجت بلغة فصيحة و رشيقة و جميلة مناسبة لتاريخية النص و ليست ثقيلة على القارئ المعاصر في الوقت نفسه في معادلة لا يجيدها إلا قلائل و يا لشدة دهشتي عندما عرفت أنه من مواليد بلاد الفرنجة. ليس من السهل أبدا أن تحافظ على لغتك بهذه الطلاوة إلا إن كنت عربيا أصيلا.
يقطينيا هي عالم شبه مثالي يشبه قارة أطلانطا المفقودة. تصور الكاتب هذا العالم و جعله مهجرا لجماعة من الفارين في الساعات الأخيرة من سقوط غرناطة و ضياع الأندلس و من ثم غاص بنا في مغامرة بين يقطينيا و المغرب و اسبانيا مستدعيا التاريخ و الجغرافيا و الدين بخيال خصب و أحداث شيقة لا يعيبها إلا النهاية السريعة جدا التي جاءت مختصرة و غير متوقعة تاركة المجال لجزء أخر ربما سيأتي لاحقا أو تركه الكاتب لمخيلة القارئ الفطن ليكتب ما تشتهيه نفسه من الأحداث التي ما زالت عالقة. كانت تجربة جيدة جدا لرواية خفيفة تصلح للقراءة بين الكتب الدسمة و حتما ستغير حالك إلى الأفضل.