مفهوم المكان في الشعر الفلسطيني
تأليف
تماضر صفدي ابراهيم
(تأليف)
يخرج المكان في الشعر الفلسطينيّ في الداخل بين السنوات 1993-2018 من هيئته الجغرافيّة الحسيّة الواقعيّة، ويبدأ بالتنازل عن المعجم اللغويّ المميّز لهذه الهيئة كأسماء المدن والقرى وأسماء الأشجار، وبالتالي يتنازل عن واحدة من أهم الميزات التي اتّسم بها في مرحلتي تطوّره الأولى والثانية. ويدخل في عالم فنيّة المكان الشعريّ، فيتجلّى مفهومًا ثيماتيًّا فنيًّا شعوريًّا نفسيًّا فكريًّا ثقافيًّا سياسيًّا، إنسانيًّا كونيًّا حضاريًّا ووجوديًّا، مرتبطًا بإشكاليّات الهويّة وأبعادها، وبمجمل التجارب الحياتيّة الوجوديّة الواقعيّة والحلميّة التي خاضتها وتخوضها الذات الشاعرة الفرديّة والجمعيّة ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا. يتحلّى مفهوم هذا المكان الشعريّ بطاقات كامنة تساهم في الكشف عن جدليّات الذات الشاعرة الجوانيّة، وما يجول بداخلها من تخبّطات ومشاعر وأفكار وأحلام وآمال، إضافة إلى قدراته على الكشف عن أزمة الهويّة عند الشاعر وعن مركّباتها.
ومن هنا، يساهم المكان الشعريّ في بناء النصّ الشعريّ وفي تعميق دلالاته وتفسيره على السواء. كما يشكّل هذا المفهوم آلية تكشف عن رأي الشاعر من العمليّة الشعريّة. ويلتحم هذا مع انعطاف القصائد في هذه الفترة، نحو الاتّجاه الذاتيّ الإنسانيّ والكونيّ، ومع تطوّر الأساليب الفنيّة الشعريّة التي يوظّفها الشاعر، وابتعاده عن التقريريّة والمباشرة. ومن ناحية ثانية، يتوازى مفهوم المكان مع مفهومه في أدب الأقلّيّات العالميّ والأدب العربيّ على السواء، ويظهر كل ذلك من خلال تنويعات المكان العالمية المختلفة التي يكثّف توظيفها، ألا وهي: التقاطب المكانيّ، الحدّ، المكان الحميميّ، المكان اليوتوبيّ والهيتروتوبيا.
عن الطبعة
- نشر سنة 2022
- 448 صفحة
- [ردمك 13] 978-614-485-161-6
-
دار الفارابي
تحميل الكتاب