"الشرق امرأة تنتظر الرجل الأوروبي لتحريرها. سأرسم لوحة تجعل النور ينتشر في كل مكان مظلم رغم العتمة. سأتكفل بجعل عبء الرجل الأبيض ممكنًا في أدغال أفريقيا الموحشة." - أسير الشمس: أيام أوجين دولاكروا في الجزائر للأديب الجزائري حميد عبد القادر 🇩🇿
كما ألهمت لوحة ديلاكروا "نساء الجزائر في شقتهن" رواية آسيا جبار الشهيرة التي تحمل نفس العنوان، ألهمت كذلك هذه الرواية الكاشفة التي يعي مؤلفها جيدًا دور المستشرقين المشبوه في الترسيخ لمفاهيم ورؤى تخدم المد الاستعماري الأوروبي في القرن التاسع عشر وتبرره.
ذهب أوجين دولاكروا إلى مدينة الجزائر باحثًا عن عالم شبيه بذلك الذي قرأ عنه في حكايات ألف ليلة وليلة حيث الأسواق العامرة بكل ما هو غريب وثمين، والبيوت تعلوها القباب، والمدن كلوحة ألوان، وبالطبع، الحريم الشبِق المتاح للمتعة، المتعطش للإشباع. لم تُشكّل نساء الشرق مجرد موضوعًا جذابًا ومثيرًا لدولاكروا، وإنما تحوّلن في لوحته إلى عنصر جذب للفرنسيين، حيث تظهر نساء الجزائر في غرفة بابها غير مغلق كنايةً عن سهولة الولوج إليهن بعد أن صار الباب لخيرات الشمال الأفريقي "مفتوحًا" وبات الشرق "مستباحًا".
لطالما حدثت طلبتي عن خداع الفن وتستُّر الجمال على قُبح، فالفن ليس دومًا برئ أو نبيل، وكم من مثال نستعبره في أعمال جاك لوي دافيد ودولاكروا وفيلاسكيز وغيرهم، حيث الفن كبروباجاندا وكأداة لتشكيل الرأي العام وحشده خلف الجيش في "مهمته الحضارية" في الشرق المتخلف.
#Camel_bookreviews