فجر التاريخ الأفريقي
تأليف
مجموعة من المفكرين والباحثين
(تأليف)
عبد الواحد الإمبابي
(ترجمة)
"تواجه أفريقيا من الشمال البحر الأبيض المتوسط، وإذا اتجهنا نحو الجنوب تكون الصحراء الكبرى. وقد كان لكل من هذين العنصرين - البحر والصحراء - تأثير حاسم على تاريخ شعوب هذه المنطقة، تاريخها الثري المتنوع. أما دور البحر المتوسط فهو معروف جيداً لدارسي الآثار القديمة، ولا تزال الأطلال الرائعة التي بقيت من مدن سيربني، وليبتز، وماجنا، وسبراتا، وقرطاجنة وغيرها، لا تزال هذه الأطلال حتى يومنا هذا تذكر الرحالة المعاصرين في وضوح وجلاء بهذا العالم الذي اختفى .. وناهيك كذلك بمعالم الطريق الرومانية التي لا تزال قائمة حتى الآن على المسالك التي تؤدي إلى داخل الصحراء.
وقد أدى العمل المتواصل الذي قام به الباحثون وعلماء الآثار من دول كثيرة إلى الكشف عن كثير من الكنوز الثمينة التي كانت مدفونة تحت الرمال طيلة عدة قرون طويلة، وبهذا اتسعت معلوماتنا عن الحضارات المختلفة التي ازدهرت في أفريقيا أثناء العصر القديم ، وكشف النقاب في السنوات الأخيرة عن الدور الذي لعبته كل من الصحراء والشعوب التي كانت تستوطن المناطق الداخلية والجنوبية منها في تحقيق ثروات وأمجاد شمال أفريقيا."