الرواية : عزرا ملك الموت
المؤلفة : ريم جمعه
أرادت الكاتبة بهذا العمل رواية رعب و تشويق و لكنها أتت رواية لمعانى إنسانية و إجتماعية كثيرة مما جعل أحداث الرواية يظل فى ذهنى بعد انتهائى منها بفترة و تعلقت بكثير من أحداثها لما بها من مشاعر إنسانية دائما ما تؤثر فى الإنسان .
أحداث الرواية و بيئتها تختلف عن عالمنا العربي و الشرقى لذلك ستجد كثير من سمات المجتمع الغربى فيها و بعض أمراضه الحديثة التى و أن حدثت فى مجتمعنا مازلنا نرفضها ديناً و خلقاً .
من يقرأ العمل سيشعر بكل سهولة كأنه عمل مترجم و تلك براعة من الكاتبة أن تنقل لنا قصة تدور فى مجتمع آخر دون أن تنتقل إليه فالتصوير و الخيال عندها رائع .
من إسم الرواية يُهيئ لك أنك مقبل على عمل مرعب دموى و من المقدمة أن أحداثها مثل عصابات المافيا تشويق و إثارة لكن حتى أن وصلت قبل النهاية بقليل تجدها رواية اجتماعية تتعرض لقضايا كثيرة مثل مشكلة التبنى و تسليط الضوء على أزمة التخلى عن هذا الطفل بالتبنى بعد ذلك و مشكلة خلاف الآباء مع أبناءهم و تسليط الأضواء على مشاكل نفسية كثيرة ثم تمر بمرحلة حب عبر بطلى الرواية تتعلق لمعرفة نهايتها حتى آخر كلمة فى الرواية .
تدور أحداثها حول تمرد أحد أفراد العائلة التى تخصصت فى أعمال القتل كان منتظر منها أن تكون ملكاً للموت تقبض الأرواح حسب التكليف للتحول إلى ملاك رحمة و المخلص من ظلم الأشرار و حماية البشر من شرهم .
أجادت الكاتبة فى الحوار و استخدام اللغة بشكل متقن و رسم الشخصيات التى كانت متعددة لكل شخصية حكاية رسمتها بشكل جيد لا تتوه بينهم.
بعض الملاحظات :
- حرمان عزرا من الأكل و الحبس لمدة ثلاثة أيام فى عمر الخمس سنوات ثم استغلال فترة الحبس فى القراءة غير مقنع .
- كان من الممكن أن تخفف الام من عقاب ابنتها عزرا فالأمر كله عائد لها مادام تاثرت بذلك و تألمت.
- بعض المواقف التى تميزت بالأكشن حدثت سريعاً و أحداث الموت لم تظهر إلا مؤخراً مع نهاية الرواية .
- إنشاء شركة فى البرمجيات عن طريق الفرقة الموسيقية و نجاحها من الباطل فيه كثير من الخيال لا واقعى.
- الرواية من الممكن أن تتشابه مع روايات الجيب المثيرة التى تقرأها فى وقت قصير فعدد صفحاتها قليل و لكن ستجد فيها كثير من المثالية و أجدها تناسب الأعمار المتوسطة أرشحها لهم .
- "و إن كان للجمال إلهاً لم يكن ليتخذ هيئة افضل من هيئة الشاب الواقف فى منتصف الغرفة " جملة تتناقض مع صفات الإله الذى لا حدود فى خلقه للصفات و قدراتها.
الإقتباسات لم تكن كثيرة و لكن يكفى الإقتباس التالى أن يكون موضوعاً لوحده، ليت يتفهمه الجميع و إن كان هذا هو الهدف الوحيد فى الرواية فكفى :
" الجميع يتعامل مع الإنجاب بأنه هبة و عطية و أنه مدعاة للتفاخر لكن قلة قليلة منهم من يعرف ماهية الانجاب أنه مسؤلية و ذنب أكثر منه حسنة، أن تحضر طفلا لذلك العالم دون أن تكون على استعداد لتربيته أو لتوفير حياة كريمة يعبر فيها عن شخصيته المتفردة في بيئة صحية و نفسية فأنت ترتكب جريمة "