اقتباسات من رواية أسير‭ ‬البرتغاليين: حكاية الناجي

جلبابُ التّقوى قصير، تجعله نزواتُ الحُكم أقصر من قميص.

ولمَ يتقاتل المسلمون والنّصارى؟

‫ ردّت أمّي:

‫ - لأنّهم يريدون بالله ما لا يريد الله.

‫ - نعيمة؟

‫ - نعم يا إبراهيم.

‫ - وماذا يريد الله؟

‫ - ما لا يريد الذين يتقاتلون باسم الله.

موتُ الأم موجع وقاس سيّدي، نبقى أطفالا ما بقيتْ حيّة ونصير شيوخا إذا ما داهمها الموت بغتة.

‫ - أنتِ على صواب. ما وجدتك يوما على خطأ.

‫ - النّساء أعقل من الرّجال يا إبراهيم.

‫ موتُ الأم موجع وقاس سيّدي، نبقى أطفالا ما بقيتْ حيّة ونصير شيوخا إذا ما داهمها الموت بغتة.

بدا لها ككلّ الرّجال الذين عرفت؛ يشرب ويصلّي، يتصدّق وينكَحُ ما طاب له من النّساء، يكرم الضّيف ويسرق، ويقتل إذا تهدّده الخطر.

‫ كانت مدينة الفرح حتى الجنون والحزن حتى الهذيان؛ مدينة بكلّ مدن الدّنيا. تأسر من يدخلها فترهنه لذاكرتها.

مع الأيّام يبس عُودُها وغارتْ عيناها وبرزت أسنانُها. الجوع يغيّر كلّ شيء سيّدي، يعجن وجه المدينة ويعيد رسم وجوه النّاس؛ يخرج من القلوب أسوأ ما فيها فيصير الرّجلُ المسالمُ وحشا والمرأةُ الطيّبةُ شيطانا.

هل نُدِينُ البندقية إذا أخطأ القنّاصُ الطّريدةَ؟

علّمتهم الحروب المتواترةُ أنّ الخوفَ بين يديِّ العَدوِّ خيانة.

«الألوانُ حُرُوفٌ، كُلّمَا تغيّرتِ المواقعُ تبدّلتِ المعاني»،

‫ الله لم يعد هنا. الله في أيّ مكانٍ آخرَ على الأرض، لكنّهُ، حَتْمًا، ليسَ هُنَا.