كنت يومها «مَلخوماً» في أروقتها
وصفة جديدة للرز بالشعرية
نبذة عن الرواية
كنت أتعامل مع كثير مما يقوله بوصفه مبالغات درامية لأديب مقموع، فقد حكي لي أنه كان يحضر ندوات "نادي القصة"، القريب من الأستديو وأنه عرض، مرة، قصصه على أحد مشاهير أدباء النادي، فنصحه بألا يعود للكتابة لأن "المشرحة مش ناقصة قتلى".. لكنني كنت أصدقه في كل ما يحكيه عن زوجته، ليس فقط لأن صوته كان يتهدج وقسماته تختلج كلما تحدث عنها، بل لأن نظرات عينيها إليه في كل تلك الصور التي كان يلتقطها لها ليلة عيد ميلادها من كل عام كانت وحدها تأكيدا لكل ما يحكيه كنت أقول لنفسي إنه ربما كان وراء محبته الغامرة قدْر من الامتنان لأنها لم تتركه، حين ثبت أنه لا ينجب، حتى أنها خاصمت في ذلك أهلها لسنين، قبل أن تثبت الأيام أن أخواتها اللواتي اخترن "عِزوة الخلفة" لم يكن حظهن سعيداً مثلها.. لكنه كان كلما حكى عنها يضيف أسباباً لمحبتها، مؤكداً في كل مرة أنه ليس كل ما يُعاش يُقال. وأسباب المحبة التي كان يسوقها في حكيه سمعتُ بعضها من آخرين أحبوا زوجاتهم، وعشت بعضها لحسن الحظ. لكن السبب الذي تفرّد به عم فريد هو أن منية النفس كانت وحدها، من بين النساء، تجيد ست وصفات مختلفة لعمل الرز بالشعرية. قلت ضاحكاً إن الرز بالشعرية له وصفة وحيدة، هي أن تضع الشعرية على الرز فوق النار، وإن تغيير السمن بالزيت خلال طبخ الرز بالشعرية ليس وصفة جديدة، بل طريقة طبخ مختلفة، وأنه لو فرضنا أنها أضافت إلى الطبق بعض الزبيب والمكسرات لأصبح طبقا مختلفا تماما، اسمه رز بالشعرية والزبيب والمكسرات.. فلم يرد وتجاهلني، كأنه عارف بالله يسمع هرطقة مُجدِّف حديث العهد. وحين كرر موضوع وصفات الرز بالشعرية بعد فترة، قلت له إن الحب أدخله في حالة فانتازية دائمة كالتي خاضها مجانين الحب القدامى، فقال غاضباً إنني قضمت للتو التفاحة التي حرمتني من دخول جنته، وإنه كان سيطلب من منية النفس دعوتي إلى وليمة تقدم فيها كل وصفات الرز بالشعرية دفعة واحدة ليطمئن قلبي. ورغم أنني كابرت واتهمته بالتهرب من إثبات ما يدّعي، فإنني اغتظت لأن نزقي حرمني من فرصة، ربما كانت حقيقية، لرؤية عش الحب الذي يجمع وليفين نادرين مثلهما. لم تكن "منية النفس" أجمل النساء بمقاييس الجمال السائدة في واجهات أستديوهات التصوير، والتي يعتبرها أصحاب الأستديوهات وسيلة مضمونة لـ"جرّ رِجل" الزبائن. كان عم فريد يرى في هذا التصرف غباءً منقطع النظير، لأن المصوراتي يرفع به سقف توقعات زبونه ويورط نفسه في مهمة لا يقدر عليها إلا الله وعباده المصطفون من أطباء التجميل، مهمة تحويل الفسيخ إلى شربات. يشير شارحاً فلسفته إلى صور جدران محله: "آديك شايف، كلها صور حلوة، مش عشان البني آدمين اللي فيها حلوين، عشان أنا عملت فيها شغل حلو، هو أنا اللي خلقت البشر عشان أقعد أدّيهم درجات في الحلاوة، الحلو أصّدره في الفاترينة، والمضروب أداريهْ، طب لازمتي إيه ساعتها". .................................. المجموعة القصصية الرابعة لبلال فضلعن الطبعة
- نشر سنة 2020
- 238 صفحة
- بلال فضل - نشر ذاتي
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Zahraa Esmaile
#رحلات2022
#وصفة_جديدة_للرز_بالشعرية
مجموعة قصصية جميلة للكاتب بلال فضل’ طابعها اجتماعي بشكل غالب، فيها لقطات حلوة قوي لقطها الكاتب ف قصص قصيرة جداً، فيها بعض الإسقاطات السياسية، ولكنها ف المجمل بديعة
القصص الطويلة اللي فيها دافية بشكل غريب، القصة الرئيسية واللي المجموعة حملت إسمها "بديعة" بكل معنى الكلمة، الغلاف وهمي
كشخص ليس من هواة القصص القصيرة أقدر أقول إني استمتعت جداً، كانت ختام جميل جداً لقراءات إبريل
والمجد ل أبجد على حصرياته فعلاً
#الكتاب_رقم_39
#مجموعة_قصصية
#قراءات_أبجد
39/120
9-ابريل
-
heidi
قصص اجتماعية لا تخلو من الحس الفكاهي المعتاد من كاتبي المفضل بلال فضل ❤️
كذلك لا تخلو من القصص المؤلمة مثل قصة "إنسانة عادية" كم كانت حزينة من فرط واقعيتها
أحببت القصص الاخيرة من المجموعة والتي كانت قصيرة جداً إلا انها معبرة، جميل أن القصص كانت بعيدة كل البعد عن الهم السياسي المعاصر
⭐⭐⭐⭐ أحببتها لكن ليس كما أحببت رائعة بلال فضل، الرواية التي لن يجود الزمان بمثلها "أم ميمي".
-
Wail Sarhan
جميل
لكن القصص القصيره كنت اتمني تطول
اعطاني احساس اني جالس علي قهوه مع صديق اجتماعي كثير العلاقات يحكي وانا اسمع قصص قد تضحكك او تبكيك او تخليك تفكر
لكنها في النهايه للمؤانسه
-
مصطفي الشيخ
بلال فضل هو كاتبي المفضل، وأي كتاب له يستحق خمس نجوم إلي أن يثبت العكس، ولحد دلوقت لم يثبت العكس، بالعكس بعض كتبه يستحق أكثر من خمس نجوم.