تىنىتةنت
ترجمة المتنبي (في أعيان الشيعة)
نبذة عن الكتاب
إنّ الموقفَ الوسَطَ، برأينا، هو المقام الأجدى في الرؤية إلى شعر أبي الطيب، وقد أجمله القاضي عليُّ بنُ عبد العزيز الجرجانيّ في كتاب " الوساطة بين المتنبّي وخصومه" حيث يقول: "وما زلتُ أرى أهلَ الأدب، منذ ألحقتني الرغبةُ بجُمْلتهم، ووصلتِ العناية بيني وبينهم، في أبي الطيّب أحمدَ بن الحسين المتنبّي فئتين: مِنْ مُطنبٍ في تقريظه، منقطعٍ إليه بجُملته، منحطٍّ في هواه بلسانهِ وقلبه، يلتقي مناقبَه إذا ذُكرت بالتعظيم، ويُشيع محاسنه إذا حكيت بالتفخيم، ويعجَبُ ويعيدُ ويكرّر، ويَكيل على من عابهُ بالزراية والتقصير، ويتناول من ينقصُه بالاستحقار والتجهيل، فإذا عَثر على بيتٍ مختلّ النظام، أو نبهَ على لفظٍ ناقص عن التمام التزمَ نصرة خطئه، وتحسينَ زلـَلهِ ما يزيلهُ عن موقف المعتذر، ويتجاوز به مقامَ المنتصر. وعائبٍ يرومُ إزالته عن رتبتهِ، فلم يسلّم له فضله، ويحاول حطّه عن منزلة بوّأهُ إياها أدبه، فهو يجتهد في إخفاء فضائله، وإظهار معايبه، وتتبع سقطاته، وإذاعة غفلاته. وكلا الفريقين إما ظالمٌ له أو للأدب فيه"بحسب الأمينِ العامليّ، أغفلَ جامعو ديوانِ المتنبّي، المعدودِ من أعلام شيعة القرن الرابع الهجريّ،"علويّاتِه" ومنها البيتان الشهيران: وَتَرَكْتُ مَدْحي لِلوَصِيِّ تعَمُّدًا\إذ كانَ نورًا مُسْتطيلًا شَامِلا، وإذا استطالَ الشيءُ قامَ بنفسِه\وصفاتُ ضَوءِ الشمسِ تذهبُ باطِلا، لعللٍ ذكرها المؤلّف في متن الترجمة. وقد ردّ العامليُّ، صاحبُ "الأعيان"، مقالةَ المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون، في ما خصّ"قرمطيّةَ" شاعرِنا، أو عقيدته الباطنية، إذ هي برأيه “لا تستندُ إلى مستنَدٍ صحيح، ولا إلى دليل ظاهر يفيد الظنّ فضلا عن القطع". على أنّ المتفحّصَ سيرةَ الشاعرِ، الناقدَ لها، لا يستطيع، بأيّ حالٍ، الجزمَ على نحوٍ حاسم في عقيدة أبي الطيّب الذي ما انفكّ النقّادُ مشغولين بالقول فيه وعنه لقرون خلتْ، مع نزوعٍ من جانبنا إلى كونهِ، عقيدةً، ابنَ المِزاجِ الكوفيِّ، منبعِ التشيّعِ الباكر؛ والعلّةُ، أنّ سيرتَه قَلقَةٌ جدًّا بأحوالها كافةً، بخلاف سِيَر كثيرٍ من شعراء الطبقة الرفيعة.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2022
- 202 صفحة
- [ردمك 13] 9786144429600
- دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع