دارت أحداث الرواية في القرن الرابع الميلادي أيام الإمبراطور الروماني دقلديانوس الذي أرسل واليه إلى مصر لإضطهاد المسيحيين الذي تخلوا عن عبادة الأوثان
في مدينة سينوت (إسنا - الأقصر) تبدأ الرحلة، بدأت الرواية بوصف ينقلك لأجواء الرواية وكأنها فلمًا سينمائيًا، شمل الوصف الفلاحين والاراضي والمزروعات، ثم تبدأ أحداث الرواية، بداية من الأبناء الأربعة، ثم الأم دولاجي التي رفضت أن تتخلى عن معتقدها وأن كلفها ذلك الأمر حياتها، ثم تنتقل لظلم الإمبراطورية الرومانية، وكيف كانت تعامل المصريين، لا تفرق بين وثنين أو يهودي أو مسيحي، لا يهمها الإنسان، ما يهمها أن تترع جيوبها، مستخدمة كل الأساليب من قتل وترويع، ثم يظهر على مسرح الأحداث شخصية لاشاني القرية الذي قدم حب بلاده على المناصب والأموال ودافع عن أبانوفا وحماه، فكان في ذلك قتله، والقائد الذي كان يتخبط بين بلاده ومنصبه، وفي النهاية اختار بلاده، والشخصية الرئيسية كانت أبانوفا الفتى الذي وقف أمام الوالي الروماني رافضاً الذل، فكان تلك الشرارة التي أحيت بعض النفوس، لكن عصره لم يكن عصر مقاومة، كانوا يفضلون أن يكون خبزًا للرب تطحنه أفواه السباع والوحوش، فهلكوا دون أن يغلبوا عدوهم
اللغة عربية فصحى، لها رنين في الأذن يطرب الأسماع، وحيكت الشخصيات بعناية، وكل شخصية كان لها سحرها الخاص، والحبكة الدرامية كانت ممتازة، وأثناء القراءة ستجد عقلك يرسم لك المشاهدة كأنك تراها في الحقيقة، الرواية كانت أقرب لمصرنا القديمة، قريبة من عصر الاستشهاد.
اقتباسات
" السجن تجربة أقسي من الموت، السجن يسلبك حياة مقابل لا شيء، أما الموت فيسلبك حياة ويمنحك أخري"
" آه لو تعرف أن من يحب نفسه يهلكها، ومن يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها إلي حياة أبدية "
" إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتَمُتْ فهي تبقي وحدها، ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير "
" الحيلة تغلب القوة، والذكاء ينتصر على القوة يا فتى "
" لا شفاء دون ألم، ولا ربح دون ضريبة، ولا نصر دون خسارة
يبقى الطريق طويلاً ما لم نخطو فيه أول خطوة، وموحشًا ما لم يطرقه أول إنسان "
" إذا عاندتك هذه الأرض يا ولدي فلا تعاندها، ابحث عن أرض سمحة، ومدّ فيها جذورك، لا ترهن فكرتك بمكان ولا أشخاص، دع فكرتك تحلق، وحيثما حطت فهذا وطنها "
" إن من لا يملك حريته جيفة يشم كل الناس خبثَ ريحها إلا صاحبها "
" الشرف ينتزع ولا يُمنح، والقوة التي يتفضل بها عليك غيرك ضعف لأنها مرهونة بإرادته "
" بعض الحقيقة حماية للعقل من الأوهام "
رواية عبقرية كتبتها يد أديب عظيم