وكان من حوله يهزون رؤوسهم، مُنقسمين بين الشفقة والإعجاب، وهم يُرددون: "ما أعجب طُرقك يا رب".
رواية "طرق الرب" هي الرواية الأولى للكاتب "شادي لويس" وكعادتي مع الأعمال الأولى لأي كاتب ينتابني شك وتسائل: هل سأقرأ له مرة أخرى؟
وبكل تأكيد نجح شادي لويس في ذلك.. والأسباب كما يلي:
رواية "طرق الرب" هي رواية دينية سياسية ونفسية.. والشق النفسي هو الأهم بكل تأكيد.. بسبب التعاقيد الدينية والسياسية التي تمت مُمارستها على "شريف". ذلك الشاب المسيحي الأسمر الذي يحاول أن يجد هويته أو شيء ينتمي له.. فهو لا يعتبر نفسه مسيحياً خالصاً.. فلقد مر على كل الطوائف المسيحية ليكتشف ماذا يُريد وأين يجد نفسه؟
حتى سياسياً وجد نفسه ينضم لأحد الحركات المُعارضة؟ لماذا؟ رُبما لأنه كما وصف نفسه يُحب المُعاناة!
أحداث الرواية كانت قبل ثورة يناير المجيدة.. أيام ما كانت الحُريات غير موجودة.. ولا عدالة ولا أي شيء.. رُبما ما زلنا حتى الآن في مثل هذا الوضع.. ولكن لهذا حديثاً آخر..
شريف وآثناء تحسسه وتلمسه لحياته وما فيها.. والأحداث الغريبة التي مرت عليه بداية من عائلته المُفككة.. أم لا تستطيع أن تُحدد ما مذهبها.. وتذهب إلى الكنيسة القريبة لأنها قريبة منهم لا أكثر.. وأب يرى القساوسة حفنة من النصابين بسبب عمله السابق كمتنصت على المكالمات الدولية الذي جعله يمر بموقف بين له أنه لا فارق بين رجال السياسة ورجال الدين.. رُبما الملبس هو ما يختلف فقط.
وعن أجداده حدث ولا حرج عن التفكك.. هي قصة أنا متأكد أنك لن تقرأ مثلها.
ولكن الرواية على جمال قصتها.. جاءت الشخصيات ما عدا "شريف" ضعيفة.. بلا خلفية واضحة.. حتى شلة الأصدقاء التي انتمى لها شريف.. وبالطبع النهاية التي جاءت مُتسرعة لنُنهي كُل الأحداث هكذا فجأة ولكن لتأكيد وجهة النظر والفكرة أن طُرق الرب عديدة.. ولكننا في النهاية سنصل إليه.. مهما اختلفت الطُرق.
يُنصح بها.