هنا الأنبياء يقتلون
نبذة عن الرواية
ابتسم بطرس وقال مندهشاً: كيف تقول هذا وأنت تفني حياتك هنا في هذه الغرفة وحيداً منفرداً. يا بطرس... العزلة الحقيقية هي عزلة القلب، فقد تكون وسط أهلك وأصدقائك معزولاً، وقد يمتلئ قلبك بالناس وأنت على قمة جبل. وفي الحقيقة أننا كلنا منعزلون بشكل أو بآخر. منفيون عن الوطن، منسيون ...في الخارج، غرباء عن الحياة، لأننا بعيدون عن قلوبنا، مختبئون في كهوف الخوف، نخشى أن نفقد ما نملك أو ما نعرف، أو ما نلمس ونتذوق... هل تقبل يا سيدي أن تصبح معلمي!! ألا تتذكر يا بطرس ما قلت لك في البداية... معلمك الحقيقي هو قلبك... وكل ما علينا هو أن نجلس معاً ونصغي. عاد بطرس إلى ضيعته عند المساء... وكان القمر وادعاً يفرش حزم النور على فتن الصخور والطريق الترابية بسخاء وفرح... وكان بطرس قد قرر في نفسه أن يزور الشيخ كل يوم مع خرافه ليستمع إليه ويصغي إلى قلبه". "هنا الأنبياء يقتلون" قصة يحاول الكاتب من خلالها أن يتكشف عن الخلل الواقع في فهم الدين، وفي تلك الأفكار المتربية على سوء الفهم ذاك والتي أنتجت عادات وتقاليد سحقت الإنسان وآماله وجعلته يعيش في معزل عن جوهر دينه، وعن قلبه وعن حاضره ومتطلباته."انقطع صوت بطرس، وتخصّب ثوب مريم الأبيض بلطخات من الدم، وتطاير ذهب شعرها فوق عينيه المغمضتين، وسقط الجسدان على حافة الصخرة ثم ارتميا على الأرض.. وتتالت طلقات الرصاص حتى ثقبت كل شبر في الجسدين المنطرحين.. وتعالت الشهقات وأصوات العويل والنحيب.. وراحت قيثارة الليل تعزف لحناً طويلاً حزيناً مفجعاً.. والصبايا يبكين صديقتهن العروس، والرعاة يعزفون على أدواتهم أغنية الموت والحياة، وسُمعت عصافير من بعيد تغرّد بشكل غريب تغريداً كئيباً. واقتربت أم بطرس وصارت تبكي بصمت فوق جسد ابنها، بينما كانت وجوه أم مجد وقبضاي الضيعة وشوكت مروان وعامر صفراء تنظر في الفراغ القاتم. ثم امتد الصراخ المكتوم إلى بيوت الضيعة.. وراحت الأرض تنتحب دون دموع لأنها خسرتها كلها.. ولف الوطن أجساد أبنائه بغلالة من نور ثم نسيهم على رصيف الليل.. وعاش الشرق موتاً جديداً للحرية.عن الطبعة
- نشر سنة 2003
- 109 صفحة
- [ردمك 13] 9786140205451
- الدار العربية للعلوم ناشرون
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
14 مشاركة