هذا الوطن لم يعد لنا
تأليف
لطفي حداد
(تأليف)
"قال رأفت: هل تعلم أنني أشعر بإحباط شديد هذه الأيام. إن شكوكاً كثيرة تملأ قلبي.. أشعر بتخلي الكثيرين.. بعزلة مؤلمة جداً وليل مظلم كليل هذه الصحراء. لكن أيضاً هناك خيط رفيع يشدني للأمام وأفهم أنه إذا كان ما أعيشه من الله فسوف يبقى للأبد. نظر إليه عيسى وكان قلبه ...مفعماً بالحب والتقدير له: ربما هناك في قلب هذا الليل شعاع فجر جديد، وهذه العزلة، ربما تسبق امتلاءً وفرحاً آتيين. أنا أعتقد أنه إذا لم يصغ أحد لندائك، عليك أن تمضي إلى الموت وحيداً، الأيام الأولى هي الأصعب.. حين لا يؤمن أحد بما تفكر وبما تحلم.. لكنها الأحلى لأنها زمن الحب الخالص".
في هذه القصة مسحات من الجمال الإنساني، ونفحات من المشاعر والوجدانيات، يزرعها الكاتب من خلال معانيه ومن خلال كلماته ومن خلال أحداث وسيرورة سردياته، ليقنع الإنسان بأنه ما زال في هذه الحياة الجافة التي يعيشها إنسان اليوم متسعاً للكثير من المحبة التي تربط الإنسان بالإنسان للعيش في وطن وهو لجميع الناس على الرغم من اختلاف انتماءاتهم الدينية.