جواسيس، ليمتد
نبذة عن الكتاب
نقلت وكالات الأنباء العالمية في الثامن والعشرين من آب/أغسطس 2004، خبراً عن جاسوس يعمل لصالح إسرائيل داخل وزارة الدفاع الأميركية كان قد شرب معلومات مهمة عن دول منطقة الشرق الأوسط كما أنه قام بنقل ملخص عن مداولات جرت في البيت الأبيض. وفي أوائل شهر أيلول/سبتمبر من السنة نفسها تحطم ...صاروخ أطلقته إسرائيل وكان يحمل قمراً صناعياً للتجسس. وما برحت في الأذهان أخبار الجاسوس بولارد الذي عمل لصالح إسرائيل ونقل معلومات بحرية مهمة غليها جمعها في الولايات المتحدة، وقبض عليه عام 1985. تدل هذه الحوادث وغيرها والفترات الزمنية التي تربط بينها على أن الذهنية التي تواجه السياسة الإسرائيلية لم تتغير مع الزمن. إن واقع الأمور يدلنا على أن قصة الجاسوسية الإسرائيلية ترجع لفترة أبعد بكثير، يمكن تتبعها إلى فترة تأسيس الدولة ولربما إلى تاريخ أبعد من ذلك. يأتي كتاب جواسيس ليمتد ليلقي أضواء متفرقة على الجوانب المتعددة للصراع العربي الإسرائيلي الذي طال أمده. والكتاب ليس سرداً تاريخياً للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بالمعنى المتعارف عليه بل أنه يتيح لنا عن طريق إيراد الكثير من الحوادث رؤية أوضح للصراع من زاوية جديدة، ويعطينا أمثلة عن الدور الذي لعبته في ازدهار الاقتصاد الإسرائيلي في سنوات التسعينيات من القرن الماضي، والذي يرجع الفضل الكبير فيه إلى شركات التقنية العالية التي أسسها أفراد سابقون عملوا في الوحدات التقنية للاستخبارات الإسرائيلية. يلفتنا في هذا الكتاب الذي ألفته مراسلة سابقة لمجلة تايم الأميركية ستايسي بيرمان، الحماسة الكبيرة التي تملأه والتعابير المختارة بدقة من قبل المؤلفة لوصف انطباعاتها عن موضوع الكتاب. ليس هدف الكتاب نقل بعض الوقائع فقط، وإنما إبراز الطبيعة الاستثنائية للدولة العبرية وتمايزها، ليس عن دول الجوار فقط، وإنما عن باقي دول العالم. تدل المقابلات الكثيرة التي أجرتها المؤلفة، وكمية الأحداث المتفرقة التي تسردها والآراء الكثيرة التي نقلتها عن أفراد المؤسسة الاستخباراتية أنفسهم، على الجهد الذي بذلته خلال فترة إقامتها في إسرائيل. ويظهر جلياً في هذا الكتاب بأن الطرق المستخدمة في تجنيد أفراد المؤسسة والبرامج المعدة لهم قد تعدت في آثارها المؤسسة نفسها إلى العالم المدني. كما أننا نتعرف في سياق الكتاب إلى وحدة مميزة في جهاز المخابرات، يسارع أفرادها بعد إنهائهم خدمتهم فيها إلى تأسيس شركات جديدة ورائدة في مجالاتهم، مستفيدين من الخبرة الهائلة التي اكتسبوها في وحدتهم، وتسنى لبعض هذه الشركات أن تقف شامخة إلى جانب شركات التقنية العالية الأميركية العملاقة. إن الأفراد الذين كانوا قد أثبتوا جداراتهم ومهاراتهم في ميداني الجاسوسية والاختراعات، يثبتون أنفسهم مرة أخرى في ميادين العمال والشركات والتجارة مستخدمين في ذلك الطرق ذاتها ومنطلقين من الوسائل التي تدربوا عليها في المؤسسة العسكرية. أما النجاح الذي حصدوه في عملهم السري فقد استثمروه في تجارتهم. ولا خفي أن من أهداف الكتاب تصوير إسرائيل كدولة رمز يرتبط خلاصها بنجاح مؤسستها الاستخباراتية في مواجهة التحديات الكبيرة والمستمرة التي تلاقيها في طريقها. ويرتبط كل ذلك بنجاح الشركات الإسرائيلية التي تصلح لأن تؤخذ كمثال يحتذى في ميادين التجارة. هذه الشركات تصبح رمزاً هي الأخرى."قامت ستاسي بيرمان ببحث من الدرجة الأولى، كاشفة وشارحة الروابط المهمة ما بين الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بكل مجهودها وما بين ابتكارات التقنية العالية والتي أصبحت علامة مميزة للاقتصاد الإسرائيلي. وهنا، بين صفحات هذا الكتاب، توجد دروس مهمة وقيمة يمكن الاستفادة منها بالنسبة للمؤسسات. سواء أكانت شركات أم دولاً- وهي تنشد بناء قاعدة تقنية عالية لاقتصادياتها. و"جواسيس ليمتد". هو فوق كل شيء دراما رائعة ويحتوي على الكثير من قدرة النفاذ إلى جوهر مسار الأمور لقاطرة الابتكارات".التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2004
- 286 صفحة
- [ردمك 13] 9786140200135
- الدار العربية للعلوم ناشرون
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
14 مشاركة