صورة المرأة في الرواية
نبذة عن الكتاب
برغم السجال حول مصطلح الأدب النسوي، فإن أهم ما في الأدب الذي تكتبه المرأة هو أنه يحمل رؤيتها للعالم من حولها، وكيفية بنائها للعالم التخيلي بعيون امرأة. وإذا ما كان التساوي الإنساني بين الرجل والمرأة ضرورياً ومطلوباً، فالأهمية اليوم لم تعد بالمطالبة بالمساواة، إنما في المطالبة بحق الاختلاف. والسؤال الأساسي الذي ...تدور حوله هذه الدراسة هو: كيف تنظر الكاتبة إلى المرأة؟ وكيف تَشَكّل النموذج النسوي في وعيها، وربما في لا وعيها؟ وما هي عناصر هذا التشكّل ومكوناته؟ والإجابة كانت عبر رصد صورة المرأة في الروايات ومحاولة استخراجها واستنباطها لتظهيرها وإبرازها.في دراسة روايات إملي نصر الله، لم يقتصر عملي على منهج واحد، إنما استخدمت عدة مناهج أهمها، المنهج البنيوي، الذي يعد كل رواية بنية قائمة بذاتها، تتضمن عدداً من العناصر التي تتفاعل فيما بينها في علاقات متعددة لتؤدي وظيفة ما. "والتحليل الذي يتناول هيكل البنية يكشف أسرار اللعبة الفنية، لأنه تحليل يتعامل مع التقنيات المستخدمة في إقامة النص"، وبهذا يشكل المنهج البنيوي الأساس الذي تنهض عليه الدراسة، والذي لا يمكن بدونه، الوصول إلى نتائج دقيقة. لكنه لا يكفي وحده، إذ تبقى العناصر المستخلصة من خلاله، مطروحة على أرصفة الكتابة تنتظر من ينظر فيها ويحللها ويستنتج منها المؤشرات والدلالات. وهذا ما يتكفل به منهجان آخران هما، المنهج النفسي والمنهج الاجتماعي. فالمنهج النفسي يضيء الجانب العميق للشخصيات، ويجعلنا نستكشف بواطنها ودوافعها الواعية واللاواعية، والمنهج الاجتماعية يسلط الضوء على المحيط الذي تتحرك فيه الشخصيات، ويجعلنا نرى الخلفيات الاجتماعية، ونتعرف إلى أثر العامل الاجتماعي في تكوين الفرد. هذا المنهج يعتبر "أن النصوص دوماً مكان ما ولحظة ما". وبهذا تتآلف المناهج الثلاثة وتتكامل فيما بينها، لتساعد على تقديم نتائج أفضل وأكثر شمولية للعمل. أما خطة العمل فقد تمت بالاستناد إلى قراءة تحليلية للروايات من أجل استنتاج صورة المرأة، ومتابعة تطورها عبر الزمن، من خلال التطور الفني والتقني للروايات، والذي حصل نتيجة التطور الفكري والحياتي لدى الكاتبة. وهذا الأمر يقتضي إثبات التطور رسم الشخصيات وتشكيلها. وهكذا كان تقسيم الأدب الروائي لإملي نصر الله إلى مرحلتين، يساعد بشكل كبير على تقصي صورة المرأة في رواياتها. لهذا قسمت البحث إلى بابين، تناولت في الباب الأول صورة المرأة في المرحلتين الرومانسية والواقعية، وقد تضمن ثلاثة فصول: الفصل الأول بينت فيه التطور والمرحلية في أدب إميلي نصر الله، وسوغت فيه تقسيم هذا الأدب إلى مرحلتين، وكان ذلك ضرورياً قبل الدخول في تفاصيل الروايات واستنباط صورة المرأة منها، من خلال الفصلين اللاحقين: الرومانسية وصورة المرأة المستلبة، والواقعية والصورة المتغيرة للمرأة. وبعد رصد صورة المرأة، كان لا بد من التعرف إلى كيفية تشكيل هذه الصورة من خلال النماذج النسائية المختلفة الواردة في الروايات، فكان الباب الثاني، حول تشكيل صورة المرأة، وتضمن فصلين: الأول استعرضت فيه النماذج النسائية الريفية، وهي ذات الحضور الغالب في الروايات، والفصل الثاني تناولت فيه النماذج النسائية خارج إطار القرية أي في المدينة والمهجر. ثم أنهيت الباب الثاني باستنتاج وخلاصة، ضمنتها النتائج المستخلصة من خلال دراسة وتحليل النماذج النسائية التي عرضتها. وبالنسبة إلى المصادر والمراجع، فقد اعتمدت على الروايات الست الأساسية التي صدرت حتى الآن للكاتبة، واستبعدت الروايات الموجهة للفتيان أو الأطفال، باعتبارها نوعاً آخر من النصوص يتطلب دراسة مستقلة, وقد استعنت بعدد من المراجع التي تساعد في تحليل النصوص الروائية وسبر أغوارها، كما استفدت من بعض ما قالته الكاتبة نفسها عن أدبها، سواء في مقابلات صحفية أو تلفزيونية أو من خلال لقائي بها شخصياً، ما ساهم في تسليط أضواء هامة أغنت العمل، إلا أنها لا تغني بالطبع عن تحليل النصوص والعمل عليها من الداخل ونبش خباياها، إذ في أحيان كثيرة يكتشف القارئ في النص ما لا يقصده الكاتب أو ربما لا يعيه.عن الطبعة
- نشر سنة 2005
- 285 صفحة
- [ردمك 13] 9786140204881
- الدار العربية للعلوم ناشرون
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
43 مشاركة