عادةً ما يُصنف من يحاول إجلاء الضباب عن مناخ رؤياه للأمور،أو كما متعارف عليه من يضيف الأسباب والتفسيرات والتوضيحات بالمتملق والكاذب أحياناً كونه أجاب على سؤالٍ لم يُسأل عنه،لكن لا توجد نظرية شاملة لكل شيء،والضرورات عادةً ما تُبيح المحظورات وفكيف أن كان هذا الفعل بصدد الحديث عن الكاتب صاحب الكشوفات ومخترع الأُحجيات والذي بعرف قيمة كل شيء وفي المقابل ثمنه والمنفرد بين معاصريه ولا أوبالغ أن قلت بين من لم يعاصروه دان براون، في ظل معارضيه الكثر ومحبّيه الأكثر،والجدير بالذكر أنه أضاف أجابة في هذا الصدد في روايته الأخير الأصل عندما أعطى مثال لعملية حسابة بالأرقام الرومانية"I+XI=X وأردف كل ما عليك أحياناً هو تغيير وجهة نظركَ لرؤية الحقيقة التي يؤيدها الأخر.وما يدعو للقلق في القراءة له اجابته على سؤال طرح عليه بصدد العمل الروائي والكم الهائل من المعلومات المُضافة لرواياته التي يراها البعض من المُكملات الثانويات للعمل فأجاب قائلاً: لأن الكتابة عمل مركز, ومثير, وغني بالمعلومات, فهي تشبه الى حد كبير صناعة حلوى من سكر عصير القيقب. إذ عليك ان تجمع مئات الأشجار , وتغلي قدوراً وقدوراً من الأنساغ الخام لتلك الشجرة, ثم تقوم بعملية تبخير متواصلة لكي تتخلص من المياه تماماً، بعدها تترك المادة تغلي حتى يتبقى لديك خلاصة بالغة الصغر،وتلك الخلاصة هي التي ستكون الجوهر، بالطبع ان عملاً كهذا يتطلب استخداماً متسامحاً لمفتاح الإلغاء الكومبيوتري Delete وعلى أية حال, ولكي تكون جاهزاً للنشر, وهو الجزء الأهم لكي تكون روائياً.. أزل كل ما هو زائد حتى تجد قصتك وقد أصبحت صافية كالبلور أزاء القاريء. لقد كتبت كل صفحة من صفحات رواياتي عشرات المرات انتهت جميعها في سلة المهملات،
إن حديثاً كهذا يضعنا حتماً أمام عملية تمحيص كبيرة ومهمة ولا بد ان يصبح نقدنا فعلاً محفوفاً بالخطر. لذلك تترشح الأسئلة،لدينا كما يترشح عصير القيقب! وستأتي تباعاً..
ولكن هناك شيء يؤرقني حول براون كونه لم يتلقى شهرته ك كاتب بقدر ما شُهر بعمل كون اسمه موثق بشيفرة دافينشي التي تنافسه شهرةً وبالنسبة لي لا أراها أعظم ما كتب ولا أساويهأساويها قدراً مع الجحيم وملائكة وشياطين لربما لأن فكرتها كان مألوفة وفي يقيني وأتت هي ك أيضاح لثانوياتها..
/ملائكة وشياطين/
الرحلة الأولى للبروفيسور روبرت لانغدون وأكثر رواياته تشويقاً من المعجزات التي تكون شاهداً عليها من خلال ابحارك بها أنك ما إن تجاوزت الفصول العشر الأوائل تشعر بالكم الهائل من المعلومات التوضيحية والتفسيرية في هذه الفصول المنصرمة التي تنافس في وصفها سجل الأحوال المدنية فتعلق بكتيرية التطفل في لثة الطفل الفضولي في عقلك ما القادم وماذا ستجد في المئة وسبعةوعشرون الفصل القادم وبأمكانه أنهاء الرواية الأن كيف سيكمل وماذا سوف يضيف وهذا ما يميز هذه الرواية عن أخواتها،
الطبقة المستنيرة،او /الايلوميناتي،IIIuminati/وبأختصار الحديث عنها،هي أخوية سرية ترمز لها المسيحية /رمز الشيطان او الشر المطلق/فحاذى براون بذاك المفهوم الكاثوليكي عن الشر،مانحاً ابتكاره أهاب الصدق،والتي بدورها وصفت الكاثوليكية بمزج الوقائع الدينية بالخرافة والأساطير،
أحداث الرواية بإختصار شديد:يتلقى لانغدون أتصال من مدير مركز الأبحاث العلمية سيرن/cern/السويسري لتفسير رمز وسم على صدر الضحية الأولى/ليوناردو فيترا الراهب الفاتيكاني والعالم في الفيزياء،الذي نكتشف في الفصول الأخير أنه من أصدقاء السكرتير البابوي كارلو،في مركز شديد الحراسة الذي وصف عملية القتل في الصفحة الأولى،القاتل يكون من اتباع الطبقة المستنير والذي ينتمي إلى حركة الحشاشين المعروفة تاريخياً وتحدث عنهم في الرواية وعن سبب تسميتهم،ليقوم البروفيسور بالبحث عن السر الذي دفع القاتل إلى أرتكاب جريمته وعن سبب سرقته لأختراعه /المادة المضادة/التي تكون أهلاً لتنافس أقوى اسلحة الدمار الشامل ومن ثم إلى الفاتيكان التي عثر عن المادة المضادة بها دون معرفة مكانها تحديداً فيذهب البروفيسور مع أبنة الضحية الأولى فيتوريا فيترا التي شاركة والدها بالتبني إختراعة،ليتلقوا حينذاك اتصالاً من الحشاشة الذي قام بخطف أربع كرادلة المرشحين للمنصب البابوي والذي يهدد في قتلهم ثأيراً للطبقة المستنيرة في كل ساعة واحد وتبدأ مغامرة التشويق فك الإحجيات من خلال الوصول إلى درب التنور لإبطال عملية القتل،،لن افصح أكثر كي لا أحرق أحداثها لمن لم يقرأها بعد وينوي القراءة