ملفات من البرنامج النووي والتصنيع العسكري
تأليف
باسل الساعاتي
(تأليف)
يقول المؤلف الدكتور باسل الساعاتي الذي كان أحد كبار المسؤولين عن البرنامج النووي العراقي في مقدمة كتابه بأن هناك محطتان توقف عندهما في مسيرة حياته العملية، وكان لهما تأثير ملحوظ على المجتمع العراقي، وما تمّ من أعمال في هاتين المحطتين كانت من الأسباب التي قادت إلى التغيير في التركيبة ...السياسية للعراق. المحطة الأولى كانت في منظمة الطاقة الذرية حيث عمل المؤلف الدكتور الساعاتي لمدة تجاوزت أحد عشر سنة، تخللها نشوء وإجهاض البرنامج النووي الوطني في العراق.
أما المحطة الثانية فكانت هيئة التصنيع العسكري، حيث عمل فيها لمدة ستة سنوات، وبعد انتهاء حرب الخليج الثانية في 1991، حينها كانت الهيئة تسعى لتعويض بعض ما هدمته الحرب. ويضيف قائلاً بأن من عاصر الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين يعلم كم من صدى كان لهاتين المؤسستين، وأية شكوك دارت حولها وحول ما يقومان به من أعمال، تجاوزت الخطوط الحمراء المرسومة لدول العالم الثالث، وفي كلا المحطتين كان للمؤلف دور في إدارة أو قيادة مجموعة مكلفة بمهام محددة. هذه المجموعة بدأت بمستوى قسم وانتهت بمديرية عامة (منشأة)، ونتيجة لما قدمه من عمل علمي تمّ منحه وسام جابر بن حيان عام 1988 ثم عام 1993 للمرة الثانية، ثم وسام يوم العلم عام 1997، وأخيراً شمولاً بقانون رعاية العلماء عام 1999. ويقول الدكتور الساعاتي بأنه ومنذ بداية السبعينات كان يحتفظ بمفكرة سنوية يدوّن فيها أي التزام أو موعد أو زيارة أو اجتماع مع ملاحظات عن ما تمّ خلالها، وعند انتقاله إلى منظمة الطاقة الذرية بدأ بالاحتفاظ بدفتر ملاحظات إضافة إلى المفكرة، يدون فيه خلاصة الاجتماع مع ما نتج عنه من توزيع العمل والمسؤوليات وكل أمر تمّ إقراره خلال الاجتماع، وهكذا فعل عند انتقاله إلى هيئة التصنيع مما جعل ذاكرته محتفظة بكمّ هائل حول تلك المعلومات في تلك الآونة إلى درجة أنه استطاع توظيفها في تدوين هذه الصفحات وذلك بعد مغادرته العراق في حزيران 1999 حيث ترك دفاتر الملاحظات الخاصة بالتصنيع العسكري في العراق بعد إحاطة المغادرة بالكتمان الشديد.
في هذا الكتاب يكشف المؤلف عن بعض الأعمال والمشاريع التي لم يسمع بها إلا القليل، مشاريع كان يدور حولها الكثير من الحديث كونها كانت مجهولة، ومنها من كان سبباً للصراعات السياسية في العراق ونشوب حربي الخليج الثانية والثالثة. وهذا ما دوّنه المؤلف الساعاتي في البابين الأول والثاني من هذه الوثيقة. أما الباب الثالث فقد ضمّنه بعض الأحداث والوقائع التي لم يشهدها أو يشارك فيها، إلا أنه دوّن لأحداث التي سمعها مِنْ مَنْ شاهدها أو ساهم بها، مع ثقته العالية بمصداقية ذلك المصدر.