العطش إلى النفط - أينا رتليدج
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

العطش إلى النفط

تأليف (تأليف)

نبذة عن الكتاب

في ختام كتابه خطة الهجوم (Plan of Attack)، الذي يضم رواية "بوب وودوورد" للأحداث التي قادت إلى غزو العراق، يسأل الكاتب الرئيس بوش، كيف سيحكم التاريخ على حربه ضد العراق؟" إن هذا السؤال مضلل من ناحية. فالتاريخ لا يحكم، بل يحلل، وقبل كل شيء يبحث عن الأسباب. وفي قيامه ...بذلك يطبق المبادئ العامة لجميع التحقيقات العلمية: فهو يصوغ الفرضيات القائمة على ملاحظة أنماط السلوك التي لوحظت في الماضي. وفي حالة الولايات المتحدة، كان أهم نمط من أنماط السلوك يظهر من دراسة سياستها الخارجية في الثمانين سنة الماضية وأكثرها تكراراً هو الاهتمام الأساسي والدائم بالشؤون الجيوسياسية النفطية وتورطها فيها. ومع ذلك في 15 يناير 2003، وصف رئيس الوزراء البريطاني "توني بلير" الاتهامات بأن الحرب القادمة على العراق ستكون سعياً وراء النفط بأنها "نظرية مؤامرة" مستسخفاً إياها. وبشكل مشابه، وبعد شهرين من ذلك، جاء في مقال رئيس في أسبوعية الشؤون الخارجية الأميركية، In the national interest، أن "لا" أدل على الإفلاس السياسي والأخلاقي لليسار الليبرالي الأميركي من المحاولة الحالية لوصف المجهود الحربي ضد العراق بأنه "لأجل النفط", مع ذلك، ما يزال الملايين حول العالم يعتقدون أن النفط كان -بالفعل- العامل الأهم في تفسير غزو واحتلال الولايات المتحدة للعراق. وما كتاب العطش إلى النفط الذي بين يدينا إلا محاولة أولية لإظهار السبب الذي يجعل هؤلاء الملايين على حق فيما يعتقدون. حيث يحاول إثبات أن غزو العراق كان بالفعل لأجل النفط. وإذا لم تكن ثمة نية البتة "لسرقة نفط العراق"، فالسيطرة والهيمنة يمكن تحقيقها دون استيلاء مواطني الولايات المتحدة مباشرة على نفط العراق. وبشكل عام يبدأ كتاب العطش إلى النفط بشرح الدور الحاسم للنفط في الاقتصاد العالمي وبيان أنه، على الرغم من سيئاته البيئية، ما يزال هو مصدر الطاقة الأكثر نفعاً للعالم. كما يبين الكتاب في الفصل الأول إلى أي مدى باتت أميركا تعتمد على إمدادات النفط الأجنبية، ويبرهن على أن السبب الرئيس لهذا الاعتماد المتزايد يكمن في قطاع النقل الأميركي. وفي الفصل الثاني، يرجع الكتاب العطش إلى النفط، إلى القرارات الحاسمة التي اتخذها القادة السياسيون، وقادة الشركات في النصف الأول من القرن العشرين، عندما اختارت أميركا موطرة مدنها. لم يكن هذا الخيار بحال من الأحوال حتمياً، وظهر أنه متأثر إلى حد بعيد بكبريات شركات صناعة السيارات وشركات النفط. وعليه، باتت صناعة السيارات وتكرير النفط في أواسط الستينيات تشكل قلب الاقتصاد الأميركي، وازداد الاعتماد على الواردات النفطية من الشرق الأوسط. يعرض الفصلان الثالث والرابع من الكتاب لعلاقات أميركا المضطربة مع الشرق الأوسط، وبخاصة المملكة العربية السعودية، مع بيان كيف أصبحت المنطقة التي اعتبرت في الأصل حلاً لمشكلة أمن الطاقة المتعاظمة بأميركا تهديداً محتملاً لهذا الأمن. وفي الفصل الخامس، ينتقل التركيز إلى الأفراد الثلاثة الذين، سيقومون بعد عشر سنوات من ذلك، بتحريك الأحداث المؤدية إلى الحرب الأميركية الثانية على العراق- "جورج دبليو. بوش"، و"ريتشارد تشيني"، و"كونداليزا رايس". ويظهر هذا الفصل كذلك إلى أي حد كان هؤلاء الثلاثة يمثلون محور النفط في الإدارة، وهم الأشخاص الثلاثة الأكثر ارتباطاً في الصميم بمصالح النفط، والطاقة الأميركية، والأهداف التجارية لشركاتها الكبرى، وهي الأهداف التي تتربع الآن بفخر على الأجندة الجيوسياسية للإدارة الجديدة. في الفصول السادس، والسابع والثامن ينتقل إلى النظر في السياسة الأميركية التي باتت الآن تقليدية، في محاولة تنويع مصادر الإمداد النفطي بعيداً عن الخليج العربي. وكان الهدف هو الاستعاضة عن الإمدادات نفط الخليج بنفط مستمد من مصادر محلية، أو مستورد من ا لمنتجين المجاورين في "نصف الكرة" الغربي -وهي كندا، وفنزويلا، والمكسيك- ومن منطقة بحر قزوين من الاتحاد السوفياتي السابق. لكن تبين كم كانت محدودة فرص نجاح هذه السياسة وكيف أن أميركا ردت، مرة أخرى، إلى مزيد من الاعتماد على الخليج. ثم يعود الفصل التاسع إلى موضوع الموطرة ويبين مدى تغلغلها في كل جانب تقريباً من جوانب المجتمع الأميركي المعاصر. ولكن على الرغم من حقيقة أن أميركا كانت قد أصبحت بالفعل، في بداية القرن الواحد والعشرين، المجتمع الأكثر موطرة في العالم بلا منازع، توقع خبراء الطاقة في الحكومة الأميركية نفسها استمرار نمو الطلب في الولايات المتحدة على وقود النقل في العقود الأربعة القادمة. على هذه الخلفية، يصف الفصل العاشر كيف أن ظهور مستورد جديد محتمل هائل للنفط في الساحة -هو الصين- مضافاً إليه تردد كبار منتجي النفط في الخليج في فتح الباب أمام رؤوس الأموال الأجنبية للاستثمار في مجال النفط، قاد الهيئات الاستشارية الخبيرة في الولايات المتحدة إلى توقع وقوع أزمة وشيكة في إمدادات وأسعار النفط لم يسبق لحدتها مثيل. أما الفصل الحادي عشر فيتناول غزو واحتلال العراق بنية إقامة محمية بترولية صديقة مطواعة في تلك المنطقة المضطربة، من خلال نوع من الإمبريالية الديموقراطية. وحسب الدلائل المتوافرة حتى كتابة هذا الكتاب، يرى هذا الفصل أميركا خاضت في العراق حرب نفط، وخسرتها. أما مغزى ذلك للولايات المتحدة وللمنتجين العرب ومستقبل سعر النفط العالمي فموضوع خاتمة الكتاب، وهي خاتمة تأملية قصيرة كان لا بد منها.إلى أي مدى يؤثر نمط الحياة الأميركية على سياسة الولايات المتحدة الخارجية في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي؟ من المعروف منذ أمد بعيد مدى أهمية السيارة للأميركيين. ورغم هذا فإن تأثير أسلوب الحياة الأميركية الذي يعتمد على السيارات والمرتبط عضوياً بها، يتجاوز موضوع السيارات والطرق السريعة إلى مستويات أبعد من ذلك. في كتاب "العطش إلى النفط" يتقصى إيان ريتلدج مدى ارتباط الاقتصاد الأميركي المتأثر باستهلاك النفط بسياسة الولايات المتحدة واقتصادها ومجتمعها. وهو يناقش أن اعتماد الولايات المتحدة المتفاقم على استخدام الآليات السيارة، قد أدى إلى نشوء أسلوب حياة مرتفع الاستهلاك للنفط أثر على سياستها الخارجية في العقد الحالي. ويصل الكاتب إلى جذور ارتباط المجتمع الأميركي بالنفط عبر القرارات التي اتخذها السياسيون والقادة الاقتصاديون خلال القرن العشرين، ويشرح كيف أن علاقة الولايات المتحدة بالشرق الأوسط قد تطورت عبر سعيها للوصول إلى تأمين مصادر طاقتها. ويبقى أن عطش الولايات المتحدة للنفط وطلبها المستمر له وبأسعار السوق المتوقعة، كان وسيبقى عامل تأثير مهم في سياسة الولايات المتحدة تجاه العراق -وخاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار عدم الاستقرار العام المتعلق بالمصدر الأكثر أماناً للنفط- الشرق الأوسط. كما أن الكاتب يحاول إثبات أن الحرب على العراق لم تكن حرباً لأجل "الحرية" أو "الديموقراطية" أو مؤامرة "لسرقة النفط العراقي"، بل كانت محاولة لإنشاء محمية نفطية موثوقة ومتفهمة في الشرق الأوسط تتعهد تأمين طلب المستهلكين الأميركيين المتصاعد للنفط. يعتبر "العطش إلى النفط" الكتاب الأول الذي يحلل بالعمق مدى تأثر المجتمع الأميركي باستهلاكه النفطي، والمرتبط تلقائياً بمغامرات إدارته في سياساتها الخارجية في الماضي والحاضر. إن قراءة كتاب "العطش إلى النفط" ضرورة لمعرفة أولويات سياسة الولايات المتحدة الخارجية ولتقصي أسباب علاقتها المشوشة بالشرق الأوسط.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
كن اول من يقيم هذا الكتاب
4 مشاركة
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب العطش إلى النفط