لعاب المحبرة
تأليف
سارة حيدر
(تأليف)
ضحكت في داخلي وأنا أراها تغادر البيت..
تذكرت المرأة الهلامية التي كانت تزورني في أحلامي وأنا مراهق.. تلك التي تفلت من الأيدي العطش كالز وتستقر في سجن الخيال، كما لقياس حرارة القلب والوجع وأشياء أخرى مجهولة! امرأة ربما تخيلتها فيك..
فلا أحد يستطيع الشفاء من مراهقته في الحقيقة! لسنا سوى مراهقين كبار ...يبحثون دائماً عن طريق أقصر إلى النضج.. ولن نكبر أبداً.. فالموت سريع البديهة، يخاف على نفسه من يقظتنا في عالم جديد اسمه: الوعي المطلق.. فيخسر وظيفته، عندما يمنح لنا الإله مكافأة ثمينة اسمها الخلود!
أما الكاتب الذي يستيقظ كلما أكلت نيران الشهوة رأسه، فهو ضيف موسمي.. يجيء مع أولى أمطار المحبرة، ويغادر في صيف الجفاف! لا خوف علي من غطرسته، أنا الذي صرت خبيراً بالتعامل مع كل مجرم أو قديس أو طفل صغير ينام في داخلي.. صرت طبيبهم النفسي.. ولم أعرف حتى الآن -ولا أريد أن أعرف- من الذي يشبهني أكثر، ويستحق مني دراسة معمقة شبه علمية حتى أساعده على الانفصال عنهم أنا رجل فوضوي.. وأعشق فوضاي الداخلية!