السنة والشيعة وحدة الدين خلاف السياسة والتاريخ
تأليف
أحمد الكاتب
(تأليف)
يسعى هذا الكتاب لدراسة نقاط الالتقاء بين الطائفتين الإسلاميين الكبيرين (الشيعة والسنة) ونقاط الاختلاف بهما، ويلمح عنوان الكتاب إلى اتفاقهما في الأصل والدين، واختلافهما في السياسة والتاريخ.قد يحلو للبعض تصوير الخلاف الشيعي السني وكأنه خلاف عقدي جذري وخالد ل يمكن معالجته إلى يوم القيامة، ولكني اعتقد أنه بالدرجة ...الأولى خلاف سياسي تجاوزه الزمن، وهو إن كان يتضمن معنى من معاني الخلاف السياسي في التاريخ السحيق، فإنه قد فقد مبرر وجوده اليوم بعد حدوث تطورات هائلة في حياة المسلمين. ولم تبق منه سوى بعض الرواسب والمخلفات البسيطة التي لا تشكل مادة جدية للخلاف فضلاً عن التناحر بين المسلمين. وإذا كان ينبغي التخلص من تلك الرواسب التاريخية فإنه يجدر أيضاً مقارنة تلك الخلافات بعوامل الاختلاف العديدة الأخرى التي تحفل بها حياتنا اليومية، والتي يجب أن نعمل سوية من أجل التخلص منها أيضاً، من أجل بناء وحدة إسلامية متينة.
لم يكن الخلاف الطائفي الشيعي-السني، هو الخلاف الوحيد في تاريخنا الإسلامي وواقعنا المعاصر، فقد كانت ولا تزال هناك خلافات مريرة داخل كل طائفة، داخل الشيعة والسنة، إضافة إلى الخلافات القومية والقبلية والطبقية والحزبية التي تفجرت عبر التاريخ وتتفجر هنا وهناك باستمرار. بحيث نستطيع القول أن الخلاف الشيعي-السني يتراجع إلى درجة كبيرة أمام تلك الخلافات، وأنه لا يوجد في الحقيقة خلاف جدي بين الطائفتين في الخارج، ما عدا بعض الحواجز النفسية والمسائل البسيطة. وما عدا بعض التوتر الطائفي الذي يعشش في صدور المتطرفين والغلاة من الفريقين، وهم على أية حال فئات صغير ومعزولة.