هوى - هيفاء بيطار
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

هوى

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

"بينت لي حالة انهمار الصور التي أعيشها في وعي وأمام ناظري، أنه لا يكفي تذكر حادثة واستحضارها كي تفهمها، فخلف كل ذكرى أو صورة أعماق مجهولة لا تخطر على بال... وكثيراً ما يكون اكتشاف هذه الأعماق قادراً على تغيير احساسنا بالحادثة... أتساءل بعد سنوات من عيشي المشترك مع أهلي، ...هل كنت أستوعب أي نخر مستمر وبطيء يحلّ بروحي؟! هل كنت أستوعب كيف تئن روحي كل لحظة من انعدام خصوصيتي وحرماني من المساحة اللازمة لحريتي، وإحساسي بذاتي؟! صحيح أنني كنت أعيش معها وأنا بحالة ضيق دائم، لكنني لم أتوقع أن هذا الضيق رغم نوب الغضب الكاسح الذي تتخلله، سوف تعطّل الى حدّ بعيد نموي الروحي والوجداني، وأنني بدل أن أوظف طاقاتي وامكانياتي الذهنية والعاطفية لبلورة شخصيتي وتحقيق ما خلقت له، فقد هدرت طاقاتي في الغيظ والقهر والغضب والهروب المستمر من حياتي معها، كتابعة، كلاجئة أبدية في بيت الأسرة.. هدرت طاقاتي لكبت مشاعر النقمة المتفاقمة في روحي.. كيف أنسى جنون الغضب الذي اكتسحني حين عدت ذات يوم من المشفى والصداع يفجر رأسي، وما إن دخلت بيتها حتى غزتني رائحة صباغ شعر أمي، فاكتسحني غضب مجنون، وعدت أدراجي، هبطت الدرج متعثرة بحجم شتائمي، لاعنة القدر والزمن،... والأهل والعمل... وهمت في الشوارع محدقة بعينين صلبها الغضب بما حولي، الى أن هدّني الاعياء، وعدت الى حظيرة الأسرة." حياة قلقة وذكريات موجعة تتقاطع وسيرورة الأحداث تدفع الروائية من خلال شخصيتها المحورية الممرضة بمشاهد تجسد خلالها معاناة المرأة المقهورة الذي لا يكاد يسدّ راتبها رمق عيشها مما جعلها تستبيح سبلاً ملتوية للحصول على مال يجعلها تعيش وابنها في مستوى حياتي أفضل. "وأقرت أن شكل الحياة الكريمة مستحيل في هذا البلد فإما أن تكون سارقاً أو مسروقاً... فكان لزاماً عليها أن تعبر الى الضفة الأخرى، وتعطي ولاءها للصوص كي ينوبها شيء من الفتات المتساقط من موائدهم". تتوارد السرديات وتتابع الأحداث كاشفة عن صداع داخلي يعصف بكل ملامح الحياة الجميلة التي تاقت اليها الممرضة ولكن من خلال الحصول على مال بأساليب غير مشروعة وتأخذ الكاتبة القارئ ليكون شاهداً ومحاكماً بعد مضيه بعيداً مع الأحداث والشخصيات.كان عليها أن تفك شربكة أعماقها بصبر وحذر كي تعيد ترميم الصورة، كي تخترق تلك المساحة المعتمة بين المراهقة النقية التي كانتها والإنسانية المرتشية التي صارتها. اكتشفت أن عملية التحول أعقد مما تصورت، فليس شح الراتب وإحساسها بالظلم دفعاها لنهب المال العام بل هناك سبب أكثر أهمية وهو حاجتها لتقليص شعورها بالنبذ والتهميش في المجتمع. أحسست بفرح ورضى حين اكتشفت هذا السبب إنها تلمس الحقيقة الهامة كما لو أنها تكشف جرحاً نازفاً مهملا تراكم فوقه نسيج ميت وحجبه. اعترفت لنفسها وبعد جهد كبير لفهم أعماقها أنها حين دشنت مرحلة الرشوة والفساد في حياتها أنها دشنت ولادة إنسانة عملية وذكية وتسحق وسام الانتماء لهذا العصر، أليس الشعار الصريح لتكون إنساناً مرموقاً ويحسب حسابك هو أن تتعلم من أين تؤكل الكتف وأن تنجح في حفر قنوات سرية مع شبكة من الموهوبين بنهب الوطن. تتذكر تلك السنوات الطويلة الكئيبة حين كانت مجرد متفرجة بعيون خرساء يائسة على هؤلاء الناجحين الذين أثروا خلال سنوات قليلة ثراء فاحشاً بلا حياء يتباهون به أمام الجميع هازئين من العيون الصامتة الخائفة تسأل من أين لك هذا؟
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
5 1 تقييم
15 مشاركة
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية هوى

    1
المؤلف
كل المؤلفون