ما عفريت إلا ابن آدم ،،،
ربما لو كان "أوسكار وايلد" قد سمع بهذا المثل المصري لإكتفى به بديلاً عن رواياته ،،
شبح كانترفيل ،، الشبح الذي عاش ثلاثة قرون بث فيهم الرعب في قلوب ساكني قصر كانترفيل ،،
ولكن هذا الشبح يذوق الويلات على يد أسرة أمريكية سكنت القصر ،،
فلأول مرة يواجه الشبح من لا يخافه ،، بل تعدى الأمر إلى السخرية منه ،،
وتنعكس الآية ،، فيخاف الشبح من أفراد الأسرة ،،
طبعة دار الهلال مزودة بمقدمة تقارب حجم الرواية ،، كتبها د.ماهر شفيق فريد ويعرض فيها ملخصاً عن المؤلف ، حياته وأسلوبه ،، ومدرسته التي يتبعها "الفن للفن " ،،
أسلوب الفن للفن كما فهمته أنا لا يدعو لفصل الأخلاق أو الاهداف الإجتماعية عن الفن ،، بل يدعو أن يكون هدف الكتابة والفن هو المتع أولاً ،، أن تكتب قصة أو مسرحية أو أغنية لتقدم متعة للقارئ ،، وقد تأتي العظة والعبرة والأفكار عفوياً مع الكتابة ،،
الفن للفن ترفض أن يؤلف الكاتب رواية كاملة من أجل أن يقول أن الكذب حرام ،،
هكذا فهمتها ،، ولست أعتقد أن "وايلد" يقصد شيئاً غير ذلك ،،
ف"شبح كانترفيل" تخلى عن شروره ،، و"فيرجينيا" لم تفشي السر ،،
وتعرض في تابه لمقارنة بين السيكولوجية الأمريكية والبريطانية ،، وبين العملية والإعتقاد بعوالم ما وراء الطبيعة ،،
فهو هنا قدم نماذج أخلاقية ،، وأغراضاً تحليلية للمجتمع ،، ولكن أتصور أن هذا لم يكن هدفه من البداية ،،