شهقة الفرس
تأليف
سارة حيدر
(تأليف)
تتموج "مازوركا" شوبان بتناغم إلهي مع أصوات الليل وأغاني البيت المجاور وهمهمات العشاق المختبئين تحت أغطيتهم وأنفاسهم الحارة من برد الموت والسأم.. تراودني رغبة، كوسوسة شيطان، في العودة أدراجي والنوم.. لكني أتابع التقدم نحو منبع النور، وجنية الليل تتهيأ للانقضاض حالماً أفتح باب الغرفة، وامرأة المرآة تحاول أن تقول شيئاً ...لكنها تصمت كعادتها منذ شهور.. أقترب بخطى يشبه وقعها حفيف شجرة وهي تمارس الحب مع الريح.. ألامس مقبض الباب بيدي فيخيل إلي أنه يتحول إلى ماء ذهبي حار.. أحترق، ببطء، بنشوة الاقتراب من الشمس.. تعاودني الرغبة في الرحيل، خارج بقعة النور هذه، خارج البيت، إلى الشارع، إلى الليل وأسراره المعتقة في زجاجات تقطنها المصابيح وخمور الآلهة.. لكني أستسلم آخر الأمر وقد نسيت ألم الأسنان ولم يعد يشغلني سوى الوصول إلى نهاية خط النور المنبثق من شق الباب...