سقر
نبذة عن الرواية
"ترفض مها كل خاطب يتقدم لها دون أن تسأل عنه. لأنها ترى أن الزواج في هذه البلاد يسير بشكل معكوس إذ يتم الزواج أولاً ثم تتعرف المرأة على ذلك الرجل الذي أصبح زوجها.. وأصبح عنقها في قبضته حسب تعبير مها. ولا تدري كيف تحل مشكلتها. فالخوف يقتلها من مجرد ...التفكير في البدء بمغامرة جديدة لتتعرف على عالم الرجال. والزواج بالطريقة التقليدية يحوّلها إلى جارية يدفع أحدهم فيها مبلغاً يسمِّيه الناس مهراً لكنه في اعتقاد مها يشتريها بذلك المبلغ ويأخذها إلى بيته فتصبح تحت سلطته بشكل كامل. استأذنت مها أثناء تناول طعام الغداء ذات يوم لتخرج مع السائق وتشتري بعض ما تحتاجه من كتب وأوراق وملفات تخصّ عملها. وبعد صلاة العصر ارتدت عباءتها وغطّت وجهها بغطاء أسود كثيف لا يسرّها ارتداؤه أبداً، لكنها مرغمة على ذلك، ثم اتجهت إلى إحدى المكتبات الكبيرة. تأملت الأرفف.. قرأت عناوين الكتب بعد أن أزاحت الغطاء عن عينيها فقط ثم أعادته لأنها اضطرت إلى الاستعانة بأحد الموظفين عندما لم تجد ديوان (تهجيت حلماً.. تهجيت وهماً) للشاعر محمد الثبيتي. وأخبرها الموظف بأن الديوان قد نفد من المكتبات. أظهرت الفتاة أسفها بآهة محدودة بعض الشيء. شكرت الموظف وعادت إلى الأرفف من جديد، تبحث عما تريد، وحين اقتربت من أحد الكتب فاجأها شخص لا تدري من أين ظهر ووضع أمامها وعلى نفس الرف الذي تضع يدها عليه ورقة مفتوحة ثم انسحب بسرعة دون أن يتكلم، ودون أن يعطيها فرصة لاستيعاب تصرفه. فوجئت مها بالموقف، وظّنت في البداية أن في الورقة رقماً لهاتفه فهي تعرف أساليب الترقيم التي يتبعها الشباب. نظرت إلى الورقة ووجدتها رسالة قصيرة لا تحوي أرقاماً. تركت مها الورقة المفتوحة مكانها على الرف وقرأت ما فيها: (مرحباً.. لديّ ديوان محمد الثبيتي. سأحضر الديوان غداً في مثل هذا الوقت تماماً وأضعه على باب المكتبة من الخارج يمكنك التقاطه إن شئت ذلك دون أن يشعر أحد. تحياتي... عبد الله)".وهكذا تبدأ الحكاية. تنطلق الرواية من هذا المشهد الذي شكل بداية حكاية؛ أبطالها أفراد من المجتمع السعودي الذي شهد من خلال هذه الرواية، وحتى من روايات أخرى، هجمة نقدية. ومع هذا اللقاء بدأت خيوط قصة عاطفية جمعت بين عبد الله ومها فرغم كل الضغوطات على الفتاة السعودية، إلا أنها ما زالت تحارب وتجابه وتواجه لتجد حلاً لمشكلتها ولكن دون طائل. فهذه مها وقد مرّت الأحداث تواجه من قبل والدها بالعنف والعقاب وذلك عندما اختارت بنفسها شريك حياتها البطل المحوري عبد الله. وتنتهي حكايتها بأحداث مأوساية حيث أصيب عبد الله بالشلل ولاقت مها مصيراً مؤلماً بعد أن أجبرها والدها على الزواج من رجل آخر، إذ إنها دخلت في أزمة نفسية لم ينفع معها طب ولا سحر.وتنهي الروائية قصتها بمشهد فيه يواجه الوالد عواقب جبروته وسطوته واستبداده بمصير ابنته وقد وضع وجهه بين كفيه وبكى "بكى وكان قد نسي أن الرجال يبكون أيضاً.. تمنّى في داخله لو أنه كان قادراً على أن يزوجها ممن أحبت.. لكنه محكوم بما لا يستطيع تجاوزه.. أدرك في تلك اللحظة أنه ضعيف مهما تجبّر على ابنته.. ضعيف لأنه وقف ضد الأضعف.. ضد مها.. لو أنه قوي كما يظن لساند ابنته وقاوم تقاليده"...أرهقتها الظنون وملأت رأسها الوساوس. طلب منها أن يراها.. أن يتعرف إلى شكلها.. أن يجلسا معاً وأن يتحدثا كما يتحدثان على الهاتف. هل يستدرجها كما تقول فوزية؟ "مستحيل".. بهذه القطعية جزمت مها. ثم عادت إليها وساوسها "فلماذا لا يريد أن نتحدث عن مستقبلنا؟"وضعت وجهها بين كفيها وبكت.. بكت أنها أحبته.. أحبته ولم تعد قادرة على الابتعاد عنه. لكنه يهرب من الحب. وهذا ما يجعلها لا تجرؤ على إخباره ما لم يخبرها هو بأنه أحبها..يلمح عبد الله دائماً إلى رغبته في أن يرى مها فتخبره بأنها تتمنى أن تراه هو أيضاً. وبرغم كل الكلمات التي وصف عبد الله بها نفسه وكل الكلمات التي وصفت مها بها نفسها بقيت صورة كل واحد منهما خيالاً في عقل صاحبه. وكم تمنيا أن يتيقنا من تلك الصور......هل حركت قدمها اليسرى؟ أخبره والدها بأنها حركت قدميها وتحاول طوال الوقت تحريك جسدها كله. فقام الشيخ ن فوقها وقد أكد لهم أن تحريكها لقدمها اليسرى دليل على خروج الجني.بقيت أسماء ملقاة على الأرض لا تتحرك. وفسر الشيخ ذلك لوالدها بأن خروج الجني من جسدها أرهقها إلى حد رهيب. وقد يؤدي ذلك الإرهاق إلى أن ت بقى نائمة لساعات بعد خروجه. ترك قارورة ماء قال إنه قرأ عليها آيات مت القرآن الكريم. وأن على أسماء أن تشرب منها في الصباح وفي المساء لتحميها من عودة الجني إلى جسدها…عن الطبعة
- نشر سنة 2007
- 160 صفحة
- [ردمك 13] 9786144215708
- الدار العربية للعلوم ناشرون
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
11 مشاركة