الاختبار الأخير - بولين دبليو.شين
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

الاختبار الأخير

تأليف (تأليف)

نبذة عن الكتاب

أحاسيس وانطباعات طبيبة جرّاحة عند موت مرضاها"، تخطّها مؤلفة هذا الكتاب الذي يجمع بين حسها الروائي الأدبي، وبين خبرتها ومعاناتها كطبيبة عليها التعايش مع نظام حياتي خاص تفرضه عليها طبيعة عملها، مع المرضى أصحاب الحالات التي يمكن شفاءها، ومع القسم الآخر منهم، والذين لا أمل في تحسّن وضعهم الصحي، ...وبالتالي سيكون عليها معايشة عذاباتهم وحضور نهايتهم. بين المبادئ النظرية التي تعلمتها حول مهنة الطب، وبين الممارسة العملية لها، كان لا بد من ردم الهوة وإعادة التقييم، كي تستطيع أن تستجمع ذاتها بين دورها كطبيبة وبين وجودها كأنسانة. "كنت أعتقد أنني مقبلة على إنقاذ حياة الآخرين"، " وما لم أحسب له حسابا كان عدد حوادث الموت التي ستكون جزءا من عملي كطبيبة"، تقول في مقدمة الكتاب، لتضع القارئ في صورة الوضع العام لمجتمع سيموت معظمه نتيجة مرض عضال، فتتساءل عن ماهية دور الأطباء الذين أصبحوا "آخر الحراس على الحياة"، والذين باتوا يعتقدون أن "هذه العناية عند نهاية العمر..هي الامتحان الأخير"، والذين لا تتوانى عن تقييمهم قائلة: "وللأسف، فإن القليل من الأطباء هم أهل لهذه المهمة". ما تعلمته هذه الطبيبة الجراحة من خلال ممارستها لمهنة الطب مع مرضى في أيامهم الأخيرة، هو أنها تستطيع تقديم "شيئا أعظم من الشفاء. فاستطيع تقديم الراحة لمرضاي ولأسرهم"، وهذا ما تهدف إلى إيصاله من كتابها هذا الذي يشمل أفكارها حول الموت، وحول المواضيع ذات الطابع الأشمل والمتعلقة بالثقافة الطبية والعناية في نهاية العمر، والذي هو جمع شامل لخبراتها في هذا الموضوع، من خلال قصصها الشخصية وخبرتها السريرية، وتجربتها الطبية والإنسانية الشاملة. كتاب يذّكر الأطباء كما القرّاء، بإمكانية تحويل طريقة تعاطينا مع مفهوم الممارسة الطبية بشكل عام، ومع التعاطي الطبي مع المرضى خاصة الذين وصلوا إلى المرحلة الأخيرة، باتجاه أكثر إنسانية ورحمة، وذلك "فقط كي نستطيع "أن نؤّمن لمرضانا وأحبائنا نهاية كريمة..." كما تقول.عندما دخلت بولين دبليو.شين كلية الطب قبل عشرين سنة خلت، كانت تحلم بإنقاذ حياة الناس. وما لم تأخذه بالحسبان هو أعداد الموتى الذين سيكونون جزءاً من عملها. على الفور تقريباً وجدت شين نفسها تواجه أعمق التناقضات في عالم الطب، وهي أن المهنة التي قامت على العناية بالمرضى، عليها أيضاً أن تتعامل مع المحتضرين بشكل روتيني وبدون أن تتأثر عاطفياً بمآسيهم. يتتبع "الاختبار الأخير" مراحل دراستها وتدريبها وممارستها وهي تتعامل عن قرب مع الموت، وتجاهد لتوائم بين الدروس التي اكتسبتها في فترة تدريبها وبين شعورها الداخلي بالتعاطف الإنساني، ولتفرق بين واجبها العلاجي ورغبتها الشديدة بالشفاء. منذ تشريحها الجثة الأولى في المخبر وحتى اللحظة التي أعملت بها مشرطها على شخص حي، ومنذ المرة الأولى التي شاهدت فيها إنساناً ممدداً في غرفة الطوارئ حتى المرة الأولى التي أعلنت فيها موت إنسان، كانت شين تعاني من مخاوفها: صديق يحتضر لا تستطيع تلبية نداءه، مريض شاب يتعذب وهو يموت لا يستطيع نسيانه، وحتى إحساسها الذي لا تستطيع تجاهله بصلة القربى نحو جثة يطلب إليها أن تشق حوضها إلى نصفين. وحين تواجه هذه الأوضاع التي تؤدي إلى شل قدرتها، تبدأ برفض ما سبق وتعلمته بشأن كبت مشاعرها نحو مرضاها، وتخط لنفسها دوراً جديداً كطبيبة وكإنسانة. كما أن طريقة الدكتورة شين الرائعة والمجددة تصبح في النهاية بحثاً مبدعاً في الأسلوب الذي علينا أن نعيش بموجبه. يمثل كتابها هذا رحلة في العمق ملؤها التعاطف في صميم عالم خفي، يلامس حياتنا جميعاً، ويثير فكرنا، خاصة وأنه يتسلح بالخبرة السريرية والحس الشخصي المرهف، مشكلاً إضافة فائقة لمعرفتنا الطبية في هذا العصر.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
كن اول من يقيم هذا الكتاب
18 مشاركة
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب الاختبار الأخير

    1

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    0

    هذا الكتاب فريد من نوعه، لم يسبقه على شاكلته كتاب آخر، فالطبيب إذا كتب يكتب عن إنجازاته ونجاحته، ليس عن انكساراته وخيباته. يكتب عن نقاط قوته وتميزه، ليس عن نقاط ضعفه ووهنه.

    فكل من يحلم بأن يكون طبيبا، يعتقد أنه مقبل على انقاذ حياة الآخرين وأنه سوف يقضي أيامه في مواجهة مظفرة مع الموت، يشهد على أثرها مواكب المرضى المعافين مفعمين بالحياة والابتسامات والشكر والعرفان والتربيت على الأكتاف، ومالم يحسب حسابه هو عدد حالات الموت التي ستكون جزءا من عمله كطبيب.

    ويندر من الأطباء من يتصور أنه عليه العناية بمرضى مصيرهم الموت، وأنه آخر حارس على الحياة، وانه سيتحمل مسؤولية رعاية مرضى نهاية العمر وأسرهم في مراحل النهاية وتعقيداتها.

    تقول في مقدمة الكتاب:

    "كنت أعتقد أنني مقبلة على إنقاذ حياة الآخرين"، " وما لم أحسب له حسابا كان عدد حوادث الموت التي ستكون جزءا من عملي كطبيبة"

    فطلاب الطب يبدؤون دراستهم وهم يواجهون حالات الموت مباشرة على شكل جثث، ثم يمزقونها إربا، وتتحول كل تفاصيل الجثة ــ كل عظمة أو عصب أو وعاء دموي أو عضلة ــــ من عالم مجهول الى عالم المألوف، ويسير كل تجويف ويستكشف كل اخدود، ويفصل كل صدع، وفي التعرف على الجثة بهذا التفصيل الدقيق فإننا نحصل على المعرفة التي تساعدنا في التغلب على الموت.

    فالطبيب في بداية عمله يضمر في نفسه كرها عميقا للموت، ويتعلم خلال سنوات تدريبه أن يكبح أية مشاعر إنسانية نحو المرضى المحتضرين، كما لو ان التمكن من ذلك سيجعل منه أفضل طبيب.

    وهذا الكتاب يشمل أفكار د. بولين حول الموت، والثقافة الطبية المتعلقة بالعناية بالمرضى في نهاية العمر، من خلال قصصها الشخصية وخبرتها السريرية، وتجربتها الطبية والإنسانية.

    وتتخلص فيما تعلمته هذه الطبيبة الجراحة من خلال ممارستها مع مرضى في أيامهم الأخيرة، هو أنها تستطيع تقديم "شيئا أعظم من الشفاء. فأستطيع تقديم الراحة لمرضاي ولأسرهم".

    في القسم الأول تركز على المبادئ، على أقدم الدروس في كليات الطب تشريح الجثة، الإنعاش الأول، اعلان الوفاة، هذه الخبرات المبكرة، تعد الطالب نفسيا وعاطفيا لتصبح أساسا لممارستهم المقبلة.

    والقسم الثاني يتم التركيز على الممارسة الطبية والعمل السريري، فيبين كيف ان الاستجابات المهنية لا تظهر فقط، وإنما تظهر وتدوم طويلا ففي عالم الطب يوجد تناقض جوهري: فهي مهنة قامت على أساس العناية بالمرضى، وبنفس الوقت عدم التأثر الشخصي وبشكل منهجي بالمرضى المحتضرين.

    والقسم الأخير إعادة التقييم يبحث عن كيفية جعل التغيير أمرا ممكنا، فهناك تحولات صغيرة، لكنها مبشرة حول اهتمام الأطباء للعناية بمرحلة نهاية العمر.

    وبإمكانية تحويل طريقة التعاطي الطبي مع المرضى خاصة الذين وصلوا إلى المرحلة الأخيرة، باتجاه أكثر إنسانية ورحمة، وذلك "فقط كي نستطيع أن نؤّمن لمرضانا وأحبائنا نهاية كريمة..."

    "سوف تكونون أطباء أنجح إذا استطعتم أن تحلوا محل مرضاكم أي أن تشعروا بشعورهم"

    الكتاب رحلة في أعماق النفس، لشخصية ذات حس مرهف، كتبته أنامل جراحة تجيد تطبيب الجروح فأجادت انتقاء الكلمات والجمل، وقدمته بطريقة روائية شيقة وبأسلوب أدبي جذاب ومثير، وهو إضافة للأطباء ولكنه مفيد كذلك لغير الأطباء المهتمين بالمواضيع ذات العلاقة بعلم النفس.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق