السرد العربي القديم ؛ الأنواع والوظائف والبنيات
نبذة عن الكتاب
احتل السرد منذ أقدم العصور وما زال مكانة معتبرة في الحياة العربية وكان أساساً مهماً من أسسها، لذلك فإن الحديث فيه وعنه مغامرة شاقة وشيقة لأسباب عدة. منها غواية السرد وفتنته وشدة أسره والفضول الذي يحسه الإنسان تجاه الماضي وتجاه السابقين. ومنها خصوصية السرد العربي بكل أنواعه عندما كان قائماً ...في إحدى مراحله على الرواية والنقل الشفهي. ومنها وفرة المادة السردية العربية وتشعبها مصادر وموضوعات وأغراضاً وأنواعاً ودراسات وآراء أيضاً. ومنها كذلك الدور الكبير الذي قام به في صياغة العقل العربي وإقامة صرح المشروع العلمي العربي عندما كان أحد أهم الأدوات التي صيغ بها، نظراً للأفق المعرفية الكثيرة التي يفتحها أمام منتجه ومتلقيه. وللإحاطة به ليس لدارسه بد من النظر في مظانه ووظائفه وغاياته وخصائصه و بنياته وعلاقاتها بعضها ببعض، لأن السرد أو الرواية أو الحكي أو القص باعتباره استعادة للماضي وتمثيلاً له كان بمختلف أشكاله وأنواعه -كما سنرى- محكوماً بنسق حياتي معين انعكس على بنية المروي ووجهها لخدمة أغراض ومقاصد معينة كانت من صميم احتياجات العربي. من هنا كانت الإشكالية الأساس لموضوعنا هي الظاهرة السردية العربية بأنواعها وأشكالها ووظائفها، ولأن دراسة الظاهرة السردية واستكشافها تتم من منظورات ثلاثين: 1-باعتبارها حدثاً مروياً أو "حكاية". 2-باعتبارها "خطاباً" سردياً، قصة مكتوبة أو مروية شفهياً. 3-باعتبارها "فعلاً" خطابياً سردياً، تتجسد كلها عبر الوظائف التي سنستعرضها في الفصول الموالية، فقد دار بحثنا على أربعة محاور شكل كل منها موضوعاً لفصل على النحو التالي: تتبعنا في الفصل الأول مصادر السرود العربية ومظانها وهي كثيرة ومتعددة لوفرة المادة المروية وتعدد وظائفها وكثرة النصوص التي نعتقدها مستودعاً لسرود ومرويات. أفرد الفصل الثاني لمركزية السرد في الحياة العربية العامة والخاصة مظهرين مكانته فيها ووظائفه ومقاصده ودوره في توجيهها، فميزنا في الوظيفة السردية عامة نوعين: الوظائف الضمنية والوظائف الطارئة. حلولنا عند النظر في الصنف الثاني التعرف على أهدافها ومقاصدها الكثيرة والمتنوعة بتنوع حاجات الفرد ومتطلبات حياة المجتمع. أما الفصل الثالث فقد خصصناه لبحث جدلية الشكل والمضمون في السرد العربي. بمعنى مدى تحكم الوظائف المتوخاة منه بدوافعها وأهدافها في أشكاله وفي بنى المرويات ومكوناتها. وللحديث عن تعسفات السرد ومحاذيره وقضايا أخرى ذات صلة بالسرد، أفردنا الفصل الرابع. أما عن المنهج المتبع فهو خليط من التاريخ والوصف والاستقراء والاستنباط. تتبع الظاهرة السردية ووصفها ووصف محيطها واستقراء النصوص ومن ثم استنباط الآراء والملاحظات. مصادرنا في كل ذلك الكتب والمدونات العربية القديمة والحديثة، سواء منها تلك التي جمعت السرود وقيدتها أم تلك التي جعلتها موضوع حديثها ومداره أو تلك التي تناولتها في معرض ما تناولت من آداب العرب وباقي مظاهر حضارتهم وتاريخهم.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2008
- 248 صفحة
- [ردمك 13] 9786140203426
- الدار العربية للعلوم ناشرون
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
50 مشاركة