هوس
تأليف
أحميدة عياشي
(تأليف)
"عبر الصدفة اكتشفت الكتابة، اكتشفتها كلحظة مزدوجة، لجظة الأساس الفجائعي بالألم وفي ذات الوقت لحظة مجنونة، مهووسة بالحلم المستحيل لوعي وامتلاك الألم كمعرفة، ومحبة للذي وفر لي شروط الألم بتدميره وخلقه من جديد على مستوى عالمي الذي أدشنه بالمجازاة والبناءات اللغوية والأسلوبية".
رواية هوس لعبة بين المحو ومحو المحو، ...بين التذكر ومحو التذكر، بين محو الكتابة وكتابة المحو.. يرسم من خلالها المؤلف ملامح هوس، ملامح أنين وملامح جنون ومأساسة ذاتية... اشتغلت على موسيقى الكلمات والتكرارات وشبجية الأمكنة والأسماء وأيضاً على الجسد.هلا تلا السائق آية الكرسي في قلبه وهو يشهد هذا الاحتلال الرهيب للطريق من طرف الضباب..؟ نقب غراب التطير رأس السائق الذي كف عن الدندنة وهو يرى بآبئ دم متجمد تزخرف الكرسي وترمقه بعنف دفين فتوقف فزعاً في مفترق الطرق وقتأً ثم عرج والعرق البارد ينضح من جلده المرتعش شبه المحموم نحو اليمين حتى العاصمة، حتى العاصمة.
ظل كمال يرقب صمت المغاور العجيبة، صمت الجبال الرمادية العزلاء والحمائم المهجورة، وصمت الركاب. ران صخب الصمت بعد مقتل كمال في الجامعة. بعد مقتله رونا في البلد رونا في كل البلد. ديسمبر، اكتسحنا النبأ ديدوح انتحر، كمال نحروه، بجروه ويحط الرعب الغادر كالعقبان برحلة على صدر الربيع الديسمبري، قتلوا كمال يا شمس ديسمبر الباردة.. رأيتهم يقتلون كمال.. رأيته يموت.. رأيته..
الرعب والدم والصمت يا شمس ديسمبر الباردة، قتل، قتل، قتل، وتهت في طرقات العاصمة، وبين مقاعيها، العاصمة، وباراتها العاصمة وملاهيها، العاصمة كم الساعة؟ لا أدري... أنا أتذكر.. أنا أكتب.. بل أنا أهذي.. ما هذا الهوس؟!