أبا العلاء... ضجر الركب من عناء الطريق - عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

أبا العلاء... ضجر الركب من عناء الطريق

تأليف (تأليف)

نبذة عن الكتاب

"شيخ المعرّة، ليس لي في مجادلة الغموض هواية، وليس في حشاشة نفس أَحْرَقها عشق ليلى وبثينة، عندي تجاوز مصاعد الإصغاء إلى أسرار الجيران وأرباب الحي، وحتى أكون في إصغائي إليك على الدرب الطويلة مستيقظاً لا نعاس عندي، قرأت ثم قرأت زمانك ومكانك، فإذا الزمان الذي أنت منه أكثر ما ...فيه من ضياع وتصدع في تربة الإنسان، من يقرأه آنذاك ويلاحقه ليسجل عليه الواقع الذي يعيشه ويفعله يَعُدْ مثلما عدت، ويدخل معتزله نافضاً يده مما وراء الباب. هذا زمانك، وهذا إنسان: والمكان الذي تحرك فيه هذا الإنسان مكان ضيق جداً بالنسبة لما عليه اليوم، فمكانه عالم واسع في الأرض وفي الفضاء، وسيره على الطرقات البعيدة يعجزون يحاول أن يرصده ويلاحقه أن يمشي وراءه خطوات... اتسعت دائرة الإنسان الذهنية والعقلية، فاتسع معها المكان حتى صار بلا حدود. وهنا يخفض قلمي رأسه وينحني لتجربتك، ولكنه لا يأخذها تجربة إنسانية زمانها ومكانها ثابتان لم يتغيرا. صحيح أنك رجل رُحت بعيداً في كثير من التساؤلات، ولكن ما في يدك وما في يد إنسان اليوم غير متساويين، ما في يدك قليل جداً، ومثير لآلامك الخاصة، سببتها ردود فعل لا تعني شيئاً بالنسبة لردود فعل اليوم في عصر ارتياد الفضاء، ومن تصور أنه انتصر ورأى وقاس، قال هل البعد الكوني، وقالت له حكمة الله: ذراعك قصيرة وقدراتك هالتها حدود تقف عندها... وهكذا". تلك فقرة من رسائل عبد العزيز التويجري إلى أبي العلاء. رسائل التويجري هذه هي وجدانية فلسفية تبلغ في شفافيتها حد النقاء الروحي. ربما رمى التويجري من رسائله هذه، إلى جانبا لصفة النقدية التي تسري في ثناياها، ربما رمى التويجري إلى إبراز ذاك الطابع الإنساني الفلسفي الذي حفلت به أعمال هذا الشاعر الشاعر، وربما رمى التويجري أيضاً إلى إضافة وبالأحرى إلى بيانٍ في سيرة هذا الشاعر تنأى عن المألوف والموصوف في حياة أي شاعر تُقَدّم دراسة عن حياته وأعماله. يتداخل فكر التويجري بفكر أبي العلاء، في هذه الرحلة الممتعة التي تستغرق القارئ إلى حدّ التلاشي بمعانيها بعباراتها بفلسفتها بصناعتها البلاغية وبصناعتها الإنسانية حتى لا يبقى هناك ضجر للركب من عناء طريق رحلة التويجري هذه.هجس المعري ببداية انتكاسة العرب الفكرية والسياسية، وعايش صراعهم القبلي وتناحرهم وتعدد مذاهبهم. يستحضر التويجري المعري، في هذا الكتاب، ويقيم حواراً متخيلاً معه، يسعى إلى أن يكون "جسراً" بين ماضي العرب وحاضرهم، ويجمع فيه زمنين متناقضين في التأريخ والتوقيت ومتماهيين في الدلالة: لا يزال العرب يتناحرون فيما بينهم، ويشون ببعضهم بعضاً، ويجددون دائماً حروبهم العبثية ضد ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم، ويرفضون أن ينزعوا "داحس والغبراء" من ذاكرتهم الجماعية. ويبوح التويجري لأبي العلاء بما يعانيه العرب اليوم من استبداد وقطيعة فيما بينهم، وطلاق بين السلطة والناس. ويسائله هل ثمة "خلاص" يحمله إلينا المستقبل، يعيد إلى العرب بعض "ماء وجوههم" المراق... أم أن "المستقبل" صار أيضاً عاقراً لا تنبت فيها... إلا الهزائم؟
عن الطبعة

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
كن اول من يقيم هذا الكتاب
7 مشاركة
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب أبا العلاء... ضجر الركب من عناء الطريق