سننجو من هذا يا أبنائي، سنعيش حتى تصبحوا رجالاً، وعندما يصبح "إليوك" عجوزاً، سيتساءل ما إذا كنتم قادمين إليه في كل مرة يسمع فيها وقع الحوافر في الظلام.. .. .. كان هذا ما قالته "هولن" لأبنائها بعد وفاة زوجها زعيم الذئاب وخيانة "إليوت" الذراع الأيمن لزوجها لهم بأن استولى على القبيلة وتخليه عنهم ظناً منه أنهم لن يصمدوا في برد شتاء الشمال بعد أن تركهم بالملابس التي عليهم فقط وهاجر بالقبلية للجنوب .. .. لم تذرف الدموع ودُهش أبنائها لذلك وكانت بذلك مصدر القوة التي أمدَّتهم بروح التصميم والرغبة في البقاء أحياءاً
كان "تيموجن" الابن الثاني للزعيم الذي مات، كان عمره فقط إحدى عشر عاماً قاوم مع والدته وإخوته ونجح بالبقاء حياً وأقسم بالانتقام لموت والده من التتار والخائن "إليوت" ومع توالي الأيام كبر الحلم بأن يجمع جميع قبائل المغول ليصبحوا دولة واحده .. .. وكانت النواة هي القبيلة الأولى التي كونها من العائلات المشردة مثلهم لأنهم كانوا مطرودين وغاضبين ومستعدين للانتقام من العالم الذي هجرهم
نجح "كون إيغلدن" بكتابة رواية نابضة بالحياة، لم أشعر أني أقرأ رواية بل أحسست أني أشاهدها، مستوى الإثارة ثابت وتصاعدي ومع توالي الأحداث وجدت نفسي ألهث في محاولة لمجاراة سرعة وغزارة الأحداث .. .. الرواية قاسية جداً لاحتوائها على العديد من المشاهد الدموية، غريبة لسردها للتفاصيل الغريبة لطبيعة حياة قبائل المغول .. .. قرأتها بشغف وشممت رائحة الدماء والقذارة .. .. لا أعتقد أنها تناسب ذوي النفوس الضعيفة
في نهاية الرواية يكون "تيموجن" قد انتقم من التتار والخائن "إليوت" ونجح في ضم ثلاثة قبائل مع قبيلته ونهض ليُكمل باقي حلمه الكبير .. ( نحن الشعب الفضي، المغول. وعندما يسألون، قل لهم إنه لا يوجد قبائل. قل لهم إنني خان بحر الأعشاب، وسيعرفونني بذلك الاسم، جنكيز. نعم، قل لهم ذلك. قل لهم إنني جنكيز وإنني سأمضي قدماً)
ذئب السهول هي الجزء الأول من الثلاثية الملحمية التي تسرد حياة "جنكيز خان" وفتوحاته، من الجميل أن تقرأ كتاب يعتبر رواية تاريخية وسيرة ذاتية في نفس الوقت .. .. الجهد المبذول في الكتاب واضح والترجمة جميلة جداً أنصح بقراءته بشده